الرقم 12 في الحضارات وعند الأمم
يرمز العدد اثنا عشر عموما إلى الإمتلاء، وكان رمزا تقتصر معرفته على كهنة المعابد فقط ، فكانوا يعتبرونه عددا روحيا صرفا .
*في بابل :
قسّم البابليون دائرة البروج {الزودياك} إلى 12 برجا، وكانوا يَقرنون كل شهر من شهور السنة بِبُرْج من الأبراج . وكُتِبت ملحمة جلجاميش (Gilgamesh) بالخط المسماري على 12 لوحا، وهي أعظم سجل كامل عُثِر عليه في مكتبة أشور بانيبال (ملك أشور في القرن السابع ق. م.) .
*في مصر :
لاحظ المصريون أن بداية الفيضان كانت تتكرر في المتوسط كل 365 يوما، ولهذا قسموا سنتهم المشتملة على ثلاثة فصول إلى سنة تتكون من 12 شهرا كل منها 30 يوما، وبإلحاق 5 أيام إضافية وهي الأيام الخمسة التي يطلق عليها النَّسيء (الجنس في العالم القديم - ص 109) .
*في اليونان :
يعتبر جبل الأولمب (Olympus mountain) مقرّا لآلهة اليونان وعددهم 12 بزعامة زوس (Zeus) هم :
1. أبولون (Apollo) .
2. ديونيزوس (Dionysus) .
3. ديميتير (Demeter) .
4. أرتميس (Artemis) .
5. هيرا (Hera) .
6. هيبي (Hebe) .
7. آرس (Ares) .
8. هرمس (Hermes) .
9. أثينا (Athena) .
10. بوسيدون (Poseidon) .
11. أفروديت (Aphrodite) .
12. هستيا (Hestia) .
(Encyclopedie MEMO Larousse - p. 299) .
وأنجب زوس 12 ولدا من جِيا (Gea) من بينهم أوقيانوس (Oceanus) / تيتيس (Tethys) / تيميسي (Themis) / منيموسيني (Mnemosyne) / هبريون (Hyperion) / ثيا (Thia) / كرونزس (Cronus) / ريا (Rhea)، ويطلق عليهم تسمية التيتان (Titans) ، ويمثلون العنف في الطبيعة، وقد حَكموا قبل آلهة الأولمب . قام التيتان بخلع أبيهم أورانوس (Uranos) عن عرشه، وصار كرونوس ملكا، وصارت ريا ملكة على التيتان. وقد وقف الجميع ضدّ آلهة الأولمب ما عدا أوقيانوس. وبعد انهزامهم، سَجَنَهم زوس في تارتاروس (Tartarus) (معجم الأساطير) .
وجاء في الميثولوجيا اليونانية أن هرقل (Heracles) قام باثني عشر عملا للحصول على نعمة الخلود يُطلق عليها "أعمال هرقل" (Labors of Heracles) هي :
1. تغلّب على الأسد النيميّ بخنقه في كهفه، ثم حَمَله إلى يورسثيوس الذي انتقى له أعماله .
2. ذَبَحَ الهيدرا (Hydra) في ليرنا بمساعدة ايولوس، الذي كان يحرق الرّقبة كلما قطع هرقل رأسا لئلا ينمو من جديد، فقطع رؤوسها التسعة ودفن الرأس الخالد تحت كومة من الصخور .
3. طارد الخنزير البرّي الأريمانتاني في الثّلج وأمسك به بإلقاء شبكة عليه، وعاد به حيّا إلى يورسثيوس .
4. لاحَق الظّبية السيرينيّة مدّة سنة كاملة، ثم استطاع أن يَجرحها ويَحملها إلى يورسثيوس .
5. بالخشخاشة البرونزية التي قدّمتها له أثينا، جعل الطيور الستمفاليّة تطير فأطلق عليها سهامه .
6. نظّف زرائب أوجياس بتسليط نَهْرَيْ ألفيوس وبنيوس عليها .
7. حَمَلَ على كتفيه الثّور الكريتي وأخذه إلى يورسثيوس . لكن الملك أطلق الثور فعاث في الريف فسادا إلى أن قتله تيسيوس .
8. ساق احصنة ديوميدس الوحشية إلى مسِّينا عندما هاجمه ديوميدس، فقتله وجعل جسده طعاما للأحصنة، وبهذه الطريقة روّضها .
9. أحضر حزام هيبوليتي لابنة يورسثيوس أدميتي، لكن بطريقة المصادفة، قَتَلَ هيبوليتي .
10.ما كان يحاول أسْر الثور الأحمر الجيريوني في الغرب وضع العواميد المسمّاة عواميد هرقل على الحدّ الفاصل بين أوروبا وأفريقيا، ثم قَتَل المارد والكلب ذا الرأسين الذي كان يحرس الثيران وذَبَحَ جيريون عندما حاول أن يتبعه .
11.أخبره نيريوس أين يجد التفاحات الذهبية التي بحوزة الهسبريدات. وفي طريقه حرّر بروميثيوس. وقد رفع هرقل السماء على كتفيه ريثما عاد أطلس بالتفاحات له. وعندما أراد أطلس الاستئثار بالتفاحات ليأخذها إلى يورسثيوس، طلب منه هرقل أن يرفع السماء عنه حتى يضع لبّادة على كتفه، وعندما حمل أطلس السماء وعاد هرقل بالتفاحات التي قدمها يورسثيوس له ليحتفظ بها، لكنه قدّم التفاحات بدوره إلى أثينا، التي أعادتها كلها إلى الجنينة .
12.أَسَرَ سيربيريوس (Cerberus) حارس هاديس (Hades) أي الجحيم ، ذا الرؤوس الثلاثة ، واخذه إلى يورسثيوس ، لكنّ سيبيريوس عاد فيما بعد إلى العالم السّفلي (Les grandes figures des mythologies. p108)
*قوانين أفلاطون :
في تفكير أفلاطون (Plato)، حلّت الأعداد مكان الأفكار للتعبير عن شكل الكون، كما استخدم أفلاطون الاعداد في بناء مؤسّساته في كتابه "القوانين" (Laws). وخلال العلاقات الرقمية بين المؤسسات أصبح الشكل السياسي للمدينة عبارة عن أعداد تعكس التكوين الرياضي للكون نفسه. وباختصار. وباختصار تتحكم الرموز الشمسية في العلاقات الرياضية للشكل السياسي. والرمز الأساس هو العدد اثنا عشر، وكان ذلك عدد قبائل المدينة. ويعتبر كل قسم من التقسيم السكاني "شيئا إلهيا، هبة من الإله، ويتماشى ذلك مع عدد الشهور ومع ثورة الكون"، والعدد اثنا عشر مفتاح كل شيء في المدينة. ويبلغ عدد ملاك الأرض في المدينة 5040، وقد اختير هذا العدد لأنه يقبل القسمة على 12، وبالتالي يسمح ذلك بتقسيم السكان على 12 قبيلة، وأول عدد يقبل القسمة على 12 هو 2520، ويختار أفلاطون ضُعف هذا العدد 5040 وتاليا يصبح عدد سكان كل قبيلة 420، وهو كذلك يقبل القسمة على 12. ويبلغ عدد أعضاء مجلس المدينة 360 أي 30 عضوا من كل قبيلة. وقد وجد هذا العدد بِضَرب عدد الأشهر 12 في عدد أيام الشهر الشمسي وهو ثلاثون يوما .
*في روما :
يبلغ عدد آلهة الرومان اثني عشر إلها ، بزعامة (Jupiter) هم :
1. أبولون (Apollo) .
2. باخوس (Bacchus) .
3. سيريس (Ceres) .
4. ديانا (Diana) .
5. جونون (Jun) .
6. جوفينتوسس (Juventus) .
7. مارس (Mars) .
8. ميركور (Mercury) .
9. مينرفا (Minerva) .
10. نبتون (Neptune) .
11. فينوس (Venus) .
12. فستا (Vesta) ، "شاعر روماني 70 - 19 ق. م." .
وفي روما حصل أول تشريع مكتوب عند الرومان في العام 451 ق. م. وحُفِر على 12 طاولة من البرونز، فسُمي (قانون الاثنتي عشرة طاولة). وتعتبر الإنيادة (Ennead) قصيدة ملحمية لاتينية ألفها الشاعر فرجيل (Virgil) وجعلها في 12 بابا على الوزن الثماني، وتتركز حول تَجوال البطل إنياسس وأتباعه بعد سقوط طروادة، وتأسيس وطنهم الجديد في بريطانيا .
*عند المانَوِيّين :
لمّا أتم ماني (Manes) "مؤسس الديانة المانوية في بلاد فارس (215 - 275) م." الثانية عشرة من عمره أتاه الوحي للمرة الأولى من "ملك جنان النور" أي الله ربّ الأرباب، وقام كائن سماوي بنقل الوحي إلى ماني وهو ملاك يسميه النص العربي القديم (التوم)، وكان مُحتوى الرسالة لماني: "اِعتزل هذه الملّة فلست من أهلها، وعليك بالنزاهة، وترك الشهوات، ولم يَئِنْ لك أن تظهر لِحَداثة سنّك". وتزعم المانوية أن ماني عاد من غيابه في السماء إلى الأرض عند إنتهاء الشهر الثاني عشر جالبا البشائر من الرب. وكان للقاضي 12 درجة في الكنيسة المانوية .
*في الهند :
قسم الهنود السنة إلى 12 شهرا في 6 فصول. وعرف الهنود 12 إلها في السنة يتطابقون مع الأشهر. وخلق براهما (Brahma) "الرب الخالق في الهند" 12 إلها مساعدا في عملية الخلق. وبِحَسَبْ المهابهاراتا (Mahabharata) "قصيدة ملحمية هندية تُعتبر كنز المعلومات الميثولوجية" تظهر 12 شمسا في السماء، وتجفف البحار، وتحرق الأرض، ثم تمطر السماوات من دون توقف 12 سنة متتالية حتى تفنى الإنسانية.
وفي نهاية القرن السابع عشر، في ساحل مالابار (Malabar)، وبعدما حَكم ملك كاليكوت 12 سنة (Callicut)، دعا رعيّته إلى احتفال استمر 12 يوما. وفي نهاية الحفل، كانت الطقوس تقضي بأن يتطوع أربعة رجال من بين الجمهور في محاولة لاغتيال الملك الذي كان يحقّ له أن يحميه عدد كبير من أبناء رعيته. وبصورة عامة، كان المتطوعون يقتلون عددا كبيرا من الناس، لكنهم، في النهاية، يتعرضون للموت، ويعود الملك إلى عرشه من جديد .
*في الصين :
كما في الهند قسّم الصينيون السنة إلى 12 شهرا في ستة فصول. ويضمّ تَطوُّر العالم 12 مرحلة من 18100 عاما، والمرحلة الحادية عشرة تنظيمية، والثانية عشرة مرحلة الفراغ .
*في أميركا :
في البيرو (Peru)، كان يوجد في محلة (Cuzco) كوزكو 12 عمودا تشير إلى شروق الشمس عند الأفق خلال 12 شهرا. وكانت البيرو تقسم السنة 12 شهرا .
*عند العبرانيين :
يصف التلمود (the talmud) الاثنتي عشرة ساعة الأولى في النهار الأوّل في حياة آدم (Adam) وهي :
1. الرب الإله يجمع التراب
2. التراب يتحول طينا
3. الرب الإله يصنع جسد آدم
4. الرب الإله ينفخ فيه الروح
5. آدم يقف على رجليه
6. آدم يُسمِّي الكائنات الحية
7. الرب الإله يعطيه حوّاء
8. آدم يُحِبّها ويُجامعها
9. الرب الإله يأمرها بعدم الوصول إلى الشجرة
10. عصيان آدم وحوّاء
11. الرب الإله يُصدر حكمه ضدّهما
12. الرب الإله يطردهما من الفردوس
. . . ويقول التلمود إن كل ساعة تطابق مرحلة رمزية من الوجود .
ويتردد الاثنا عشر باستمرار في العهد العتيق ، فهناك 12 بطريكا أو نبيّا :
1. ملاخي (Malachi) .
2. حجّاي (Aggee) .
3. زكريّا (Zacharie) .
4. عاموس (Amos) .
5. ميخا (Michas) .
6. يونان (Jonas) .
7. عوبديا (Obadia) .
8. صفنيا (Sophonia) .
9. نحوم (Nahum) .
10. حبقوق (Habaquq) .
11. يوئيل (Joel) .
12. هوشع (Hosea) .
ويقول سفر التكوين إن إسماعيل وَلَدَ 12 رئيسا .
ويشير هذا العدد عند العبرانيين، إلى عدد دورات القمر السنوية ، وبذلك يُشار إلى دورة سنوية كاملة ، فكان وكلاء سليمان الحكيم الـ 12 يتولون بالتناوب تموين القصر ، كل واحد في شهره (3 ملوك 4 : 7) . ويرى بعض العلماء أن عدد الأسباط الـ 12 له علاقة بالخدمة الدينية في المعبد العام خلا شهور السنة الـ 12 . (معجم اللاهوت الكتابي - ص 530) .
*عند المسيحيين :
عند المسيحيين يبلغ عدد الأعياد الكبيرة 12 عيدا تُمثِّل مراحل التدبير الخلاصيّ هي :
1. البشارة .
2. الميلاد .
3. التَّقدمة إلى الهيكل .
4. العماد .
5. قيامة إليعازر .
6. التَّجلّي .
7. دُخول المسيح إلى أورشليم .
8. الصَّلب .
9. النُّزول إلى اليمبس أو القيامة
10. الصُّعود .
11. العنصرة .
12. انتقال السَّيّدة .
وفي الإنجيل، صَعِدَ يسوع إلى الهيكل في الثانية عشر من عمره (لوقا 2 : 43) . واختار السيد المسيح 12 رسولا (متى 10 : 1) . وجاء في رؤيا يوحنّا: "وظَهَرَت في السماء آية عظيمة امرأة مُلتحِفة بالشمس وتحت قدميها القمر وعلى رأسها إكليل من 12 كوكبا" (12 : 1) ، وهو رمز للبشرية الجديدة، ويجوز أن تشير إلى مجموعة البروج الـ 12. وتقول الرؤيا إن أورشليم الجديدة لها 12 بابا نُقِشَ عليها أسماء الأسباط الـ 12 (21 : 12)، وتقوم على 12 أساسا تشير إلى أسماء الـ 12 رسولا (21 : 14). وتتألف صلاة (نُؤمن بإله واحد) في المسيحية من 12 جملة .
*عند المسلمين :
سنشير إلى مثالين فقط حول الرقم 12 عند المسلمين لكثرتها وبدون الخوض في التفاصيل وذلك لسهولة الرجوع إليها في كتب التفاسير والفقه وغيره :
- مبطلات الصوم في الإسلام (عددها 12) .
- وفي الإسلام أيضا وُلِدَ لإسماعيل من بنت مضاض بن عمرو اثنا عشر ولدا هم آباء العرب المُستعرِبة ، وهم العرب الذين ينتمون من ناحية خؤولتهم إلى العرب العاربة أبناء يعرب بن قحطان .
*عند البَهائيّين :
تحتفل البهائية بعيد الرضوان. ويَتَواصل الاحتفال بهذا العيد طيلة 12 يوما، وهي مناسبة تعيد ذكرى اعتزال البهاء 12 يوما في حديقة الرضوان قبل إعلانه عن دَعوته (البهائية والقاديانية - ص 109) .
*عند النُصَيْريّين :
في السورة السادسة عشر واسمها النّقيبية في كتاب النُّصَيْريّين جاء "أن عدد السادة النُّقباء 12. وهم الذين اختارهم الرسول محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) من بين السبعين رَجُلا في ليلة العقبة في وادي منى" .
*في السِّحر :
بحسب مَصادر السحر ، تتألف جهنم من 12 غرفة تضم أرواح العباقرة. وبرأي الساحر بازيل فالنتان (عالم غنوصيّ وُلِد بالإسكندرية - مات 161م) تتألف الفلسفة من 12 مفتاحا للمعرفة. ويُعتقد تراث السحر بوجود 12 غرفة في العرش السماوي، و 12 برجا في السماء، و 12 برجا في السن .
*عند الماسونيّين :
عندما مات أندرسون (Anderson)، أحد مؤسّسي الماسونية الحديثة، في العام 1379م، شارك في دفنه 12 ماسونيًّا. وتتألف المحكمة العُليا للمَحفل من 12 قاضيا يُمثلون القوى الـ 12 في الكون (La franc-maconnerin - p.26) .
*في أفغانستان :
يُعتبر البَيْض رمزا للإنجاب في أفغانستان، إذ يعدّ الناس داخل حجرة العروس، ليلة الزفاف، حلّة نحاسية يضعون بداخلها 12 بيْضة، ثم يُحكِمون غطاءها ويدعون العروس للجلوس عليها طوال الليلة السابقة لزفافها، فهم يتفاءلون بالبيْض طلبا للإنجاب .
*المدينة الفاضلة :
يقول الفارابي إن رئيس المدينة الفاضلة يتّصف بـ 12 صفة فُطِر عليها وهي أن يكون :
1. تامّ الأعضاء والقوى .
2. جيّد الفهم والتصوّر بالطبع .
3. جيّد الحفظ . جيّد الفطنة ذكيا .
4. حَسَن العبارة .
5. مُحبا للتعليم والاستفادة سهل القبول لها .
6. غير شَرِه على المأكول والمشروب والمنكوح .
7. متجنّبا بالطبع للّعب كبير النفس محبا للكرامة .
8. يكون الدرهم والدينار وسائر أغراض الدنيا هيّنة عنده .
9. محبًّا للعدل وأهله ومُمبغِضا للجور والظلم وأهلهما .
10. يُعطي النصف (الإنصاف والعدل) من (نفسسه ومن) أهله ومن غيره ويحثُّ عليه .
11. عدلا معتدلا غير صعب القياد .
12. قوي العزيمة جسورا مقداما غير خائف ولا ضعيف النفس .
*عند إخوان الصّفا :
يقول إخوان الصّفا إن أوّل بيوت الفلك هو البيت الذي يَطلُع أوّله من أفق المشرق والذي بعده هو الثاني، ثم الثالث، ثم الرابع، ثم كذلك سائر البيوت يسمّى كل بيت منها باسم العدد الذي يليه إلى الثاني عشر. وكل بيت من هذه البيوت الاثنى عشر يسمّى باسم مخصوص ويُنسَب إلى أشياء موجودة فيه .
1. البيت الأوّل يقال له الطالع، وهو يدل على الأبدان والحياة وعلى حالات كل ابتداء. حركة المثلثة الأولى تدل على الحياة والعمر وطوله وقصره، والثانية تدل على القوة في الجسم ، والثالثة تدل على الصورة .
2. والبيت الثاني يقال له بيت المال، وهو يدل على جمع المال واكتنازه وأسباب المعاش وحالاتها والأخذ والإعطاء. المثلثة الأولى تدل على المال، والثانية على الأعوان والمعاش، والثالثة تدل على المروءة واللطف .
3. والبيت الثالث من الطالع يقال له بيت الإخوة والأخوات والأقرباء والأصهار والعِلم والرّأي والدين والفقِه والخصومات والأديان والكتب والأخبار والرسل والأسفار القريبة والنساء والأحلام القليلة. المثلثة الأولى تدل على الإخوة والأخوات، الثانية تدل على القرابات، الثالثة تدل على الرّعيّة.
4. البيت الرابع من الطالع يقال له بيت الآباء، وهو يدل على حالات الآباء: الأصل والجنس والأرضين والقُرى والمدائن والبناء، وعلى كل شيء مستور ممّا كان تحت الأرض، وعلى الكنوز، وعلى العاقبة والموت وما بعده ممّا تَصير إليه حالات الإنسان الميت من الدفن والنّبش أو الصلب والحرق أو الرمي به في بعض المواضع، أو أكل لحم الحيوان أو غير ذلك من حالاته، وما يختصذ بالنفسس من الثواب والعقاب في المَعاد، ولا يتهيّأ لأحد النظر في هذا القسم المختص بالنفس إلا للعلماء من إخواننا الفضلاء. المثلثة الأولى تدل على الآباء والأمهات ، الثانية تدل على العاقبة في الأمور ، الثالثة تدل على الأرضين وبناء المدائن .
5. البيت الخامس من الطالع يقال له بيت الولد، وهو يدل على الولد والرسل والهدايا والرجاء وطلب النسساء والمصادقة والأصدقاء والمدن وحالات اهلها وعلى غلَّلات الضِّياع وكثرتها وقلّتها. المثلثة الأولى تدل على الولد واللذة والأكل والشرب، والثانية تدل على الأخبار والرسل، والثالثة تدل على المخاطبة والمصادقة .
6. البيت السادس يقال له بيت المرض، وهو يدل على الأمراض وأسبابها والزَّمانة والعبيد والإماء والوضيعة والظلم والنُّقلة من مكان إلى مكان. المثلثة الأولى تدل على المرض، والثانية تدل على العبيد، والثالثة على الهِمَّة والفكر .
7. البيت السابع منه يقال له بيت النساء، وهو يدل على النساء والتزويج وأسبابه والخصومات والأضداد والسَّلف وأسبابه والشَّرِكة. المثلثة الأولى تدل على النكاح، والثانية تدل على الأضداد، والثالثة تدل على الشَّرِكة.
8. البيت الثامن يقال له بيت الموت، وهو يدل على الموت والقتل والمواريث وعلم السّموم القاتلة، والخوف، وعلى كل شيء هَلَك وضلّ، وعلى الودائع والبطالة والكسل. المثلثة الأولى تدل على الموت، الثانية تدل على الخوف، الثالثة تدل على المواريث.
9. البيت التاسع يقال له بيت السَّفر، وهو يدل على الأسفار والطرق والغربة وأمر الربوبية والنبوة والدين وبيوت العبادة كلها، والفلسفة وتَقدِمة المعرفة، وعِلْم النجوم والكِهانة والكتب والرسل والأخبار والرؤيا. المثلثة الأولى تدل على السفر وموافقَته، والثانية تدل على الدين والعبادة والكتب والعلم والفلسفة، الثالثة تدل على الرؤيا والأحلام.
10.البيت العاشر يقال له بيت السلطان، وهو يدل على الرفعة والملك والسلطان والوالي والقاضي والشَّرف والذِّكر والصناعات والأمهات والأعمال . المثلثة الأولى تدل على السلطان والعزّ والولايات، الثانية تدل على المسألة الغامضة وعلى الملائكة والوحي ويقال إنها السلطان والعزّ والولايات، الثالثة تدل على الأمهات .
11.البيت الحادي عشر يقال له بيت السعادة، وهو يدل على السعادة والرجاء والأصدقاء والمحبة والثناء والمواعيد والآمال والولد والأعوان. المثلثة الأولى تدل على الرجاء في الأمور، والثانية تدل على السعادة، الثالثة تدل على الأصدقاء والسّخاء والكرم .
12.البيت الثاني عشر يقال له بيت الأعداء ، وهو يدل على الأعداء والشّقاء والحزن والغُموم والحقد والنميمة والمكر والحِيَل والعِناء والدَّؤوب ، ويدل على الجيوش . المثلثة الأولى تدل على الأعداء ، الثانية تدل على الشّقاء والنميمة والغُموم ، الثالثة على الدَّؤوب (رسائل إخوان الصفا وخلان الوفاء - ج 4 - من ص 355 حتى 358) .
*عند الفرس :
يؤمن الفرس بالثواب والعِقاب بعد الموت، وفي النهاية، هناك المرحلة السعيدة لكل الناس في القيامة التي تحصل بعد اثني عشر ألف عام، وهو "الوقت المحدود للوقت اللامحدود" الذي بدأ مع بداية الخلق. وفي الدينونة الأخيرة يَعرف كل واحد الخير والشر الذي عَمِلَ. وفي النهاية يجتمع الأخيار والأشرار يمجّدون آهورا مازدا إله الخير عند الفرس .
آمنت الزَّرادشتيّة بأن العالم الأرضي يتصل بالعالم الآخر في قنطرة شنغال (Shingal) وهي جسر الانفصال، حيث في طرفه الأعلى عَذراء جميلة تقود الروح الخيّرة إلى حيث الإله الأعظم والسعادة الغامرة، والروح الشريرة لدى مرورها على هذه القنطرة ترتعش وتنهار، وتُحطها موبقاتها إلى الدرك الأسفل، حيث الأشرار. وكل من قلّت سيِّئاته ورجحت حسناته مقّره النعيم والجحيم محدد باثني عشر ألف عام، وفي كلا النعيم أو الجحيم، خلود، خلود (موسوعة الأديان د. أبي شقراء) .
يقول الفرس إن العالم يستمرّ اثني عشر ملْيار عام .
*الاثنا عشرية :
تسمى أيضا الشيعية الإمامية او الموسوية، وهي تَعترف بتوالي اثني عشر إماما أوَّلهم الإمام علي كرم الله وجهه، يليه ابناه الحسن ثم الحسين، ومن بعْد الحسن تسعة أَئمّة يتحدّرون من صلبه جيلا بعد جيل .
وقالوا إن الإمامة رَجعت بموت إسماعيل إلى جعفر الذي نَقلها إلى ابنه الثاني موسى الكاظم. وَسُمّوا بالاثني عشرية لأنهم يذهبون بالإمامة إلى الإمام الثاني عشر محمد المهدي الذي "غاب" و"اختفى" سنة 266هـ في سرداب في مدينة سامرّاء، وأمّه تنظر إليه وتنتظر عودته. يُلقَّب بالحُجّة وبصاحب الزمان وخاتم الأئمّة والأوصياء، وسيعود بعد غيبته إلى الأرض لِيَردّ إليها العدل والإنصاف. وغيابه لا يُضِرّ الإيمان في شيء لأنه ما يزال موجودا بين شيعته يهتمّ لأمورهم، ويُرسل إليهم النُّذر.
يرمز العدد اثنا عشر عموما إلى الإمتلاء، وكان رمزا تقتصر معرفته على كهنة المعابد فقط ، فكانوا يعتبرونه عددا روحيا صرفا .
*في بابل :
قسّم البابليون دائرة البروج {الزودياك} إلى 12 برجا، وكانوا يَقرنون كل شهر من شهور السنة بِبُرْج من الأبراج . وكُتِبت ملحمة جلجاميش (Gilgamesh) بالخط المسماري على 12 لوحا، وهي أعظم سجل كامل عُثِر عليه في مكتبة أشور بانيبال (ملك أشور في القرن السابع ق. م.) .
*في مصر :
لاحظ المصريون أن بداية الفيضان كانت تتكرر في المتوسط كل 365 يوما، ولهذا قسموا سنتهم المشتملة على ثلاثة فصول إلى سنة تتكون من 12 شهرا كل منها 30 يوما، وبإلحاق 5 أيام إضافية وهي الأيام الخمسة التي يطلق عليها النَّسيء (الجنس في العالم القديم - ص 109) .
*في اليونان :
يعتبر جبل الأولمب (Olympus mountain) مقرّا لآلهة اليونان وعددهم 12 بزعامة زوس (Zeus) هم :
1. أبولون (Apollo) .
2. ديونيزوس (Dionysus) .
3. ديميتير (Demeter) .
4. أرتميس (Artemis) .
5. هيرا (Hera) .
6. هيبي (Hebe) .
7. آرس (Ares) .
8. هرمس (Hermes) .
9. أثينا (Athena) .
10. بوسيدون (Poseidon) .
11. أفروديت (Aphrodite) .
12. هستيا (Hestia) .
(Encyclopedie MEMO Larousse - p. 299) .
وأنجب زوس 12 ولدا من جِيا (Gea) من بينهم أوقيانوس (Oceanus) / تيتيس (Tethys) / تيميسي (Themis) / منيموسيني (Mnemosyne) / هبريون (Hyperion) / ثيا (Thia) / كرونزس (Cronus) / ريا (Rhea)، ويطلق عليهم تسمية التيتان (Titans) ، ويمثلون العنف في الطبيعة، وقد حَكموا قبل آلهة الأولمب . قام التيتان بخلع أبيهم أورانوس (Uranos) عن عرشه، وصار كرونوس ملكا، وصارت ريا ملكة على التيتان. وقد وقف الجميع ضدّ آلهة الأولمب ما عدا أوقيانوس. وبعد انهزامهم، سَجَنَهم زوس في تارتاروس (Tartarus) (معجم الأساطير) .
وجاء في الميثولوجيا اليونانية أن هرقل (Heracles) قام باثني عشر عملا للحصول على نعمة الخلود يُطلق عليها "أعمال هرقل" (Labors of Heracles) هي :
1. تغلّب على الأسد النيميّ بخنقه في كهفه، ثم حَمَله إلى يورسثيوس الذي انتقى له أعماله .
2. ذَبَحَ الهيدرا (Hydra) في ليرنا بمساعدة ايولوس، الذي كان يحرق الرّقبة كلما قطع هرقل رأسا لئلا ينمو من جديد، فقطع رؤوسها التسعة ودفن الرأس الخالد تحت كومة من الصخور .
3. طارد الخنزير البرّي الأريمانتاني في الثّلج وأمسك به بإلقاء شبكة عليه، وعاد به حيّا إلى يورسثيوس .
4. لاحَق الظّبية السيرينيّة مدّة سنة كاملة، ثم استطاع أن يَجرحها ويَحملها إلى يورسثيوس .
5. بالخشخاشة البرونزية التي قدّمتها له أثينا، جعل الطيور الستمفاليّة تطير فأطلق عليها سهامه .
6. نظّف زرائب أوجياس بتسليط نَهْرَيْ ألفيوس وبنيوس عليها .
7. حَمَلَ على كتفيه الثّور الكريتي وأخذه إلى يورسثيوس . لكن الملك أطلق الثور فعاث في الريف فسادا إلى أن قتله تيسيوس .
8. ساق احصنة ديوميدس الوحشية إلى مسِّينا عندما هاجمه ديوميدس، فقتله وجعل جسده طعاما للأحصنة، وبهذه الطريقة روّضها .
9. أحضر حزام هيبوليتي لابنة يورسثيوس أدميتي، لكن بطريقة المصادفة، قَتَلَ هيبوليتي .
10.ما كان يحاول أسْر الثور الأحمر الجيريوني في الغرب وضع العواميد المسمّاة عواميد هرقل على الحدّ الفاصل بين أوروبا وأفريقيا، ثم قَتَل المارد والكلب ذا الرأسين الذي كان يحرس الثيران وذَبَحَ جيريون عندما حاول أن يتبعه .
11.أخبره نيريوس أين يجد التفاحات الذهبية التي بحوزة الهسبريدات. وفي طريقه حرّر بروميثيوس. وقد رفع هرقل السماء على كتفيه ريثما عاد أطلس بالتفاحات له. وعندما أراد أطلس الاستئثار بالتفاحات ليأخذها إلى يورسثيوس، طلب منه هرقل أن يرفع السماء عنه حتى يضع لبّادة على كتفه، وعندما حمل أطلس السماء وعاد هرقل بالتفاحات التي قدمها يورسثيوس له ليحتفظ بها، لكنه قدّم التفاحات بدوره إلى أثينا، التي أعادتها كلها إلى الجنينة .
12.أَسَرَ سيربيريوس (Cerberus) حارس هاديس (Hades) أي الجحيم ، ذا الرؤوس الثلاثة ، واخذه إلى يورسثيوس ، لكنّ سيبيريوس عاد فيما بعد إلى العالم السّفلي (Les grandes figures des mythologies. p108)
*قوانين أفلاطون :
في تفكير أفلاطون (Plato)، حلّت الأعداد مكان الأفكار للتعبير عن شكل الكون، كما استخدم أفلاطون الاعداد في بناء مؤسّساته في كتابه "القوانين" (Laws). وخلال العلاقات الرقمية بين المؤسسات أصبح الشكل السياسي للمدينة عبارة عن أعداد تعكس التكوين الرياضي للكون نفسه. وباختصار. وباختصار تتحكم الرموز الشمسية في العلاقات الرياضية للشكل السياسي. والرمز الأساس هو العدد اثنا عشر، وكان ذلك عدد قبائل المدينة. ويعتبر كل قسم من التقسيم السكاني "شيئا إلهيا، هبة من الإله، ويتماشى ذلك مع عدد الشهور ومع ثورة الكون"، والعدد اثنا عشر مفتاح كل شيء في المدينة. ويبلغ عدد ملاك الأرض في المدينة 5040، وقد اختير هذا العدد لأنه يقبل القسمة على 12، وبالتالي يسمح ذلك بتقسيم السكان على 12 قبيلة، وأول عدد يقبل القسمة على 12 هو 2520، ويختار أفلاطون ضُعف هذا العدد 5040 وتاليا يصبح عدد سكان كل قبيلة 420، وهو كذلك يقبل القسمة على 12. ويبلغ عدد أعضاء مجلس المدينة 360 أي 30 عضوا من كل قبيلة. وقد وجد هذا العدد بِضَرب عدد الأشهر 12 في عدد أيام الشهر الشمسي وهو ثلاثون يوما .
*في روما :
يبلغ عدد آلهة الرومان اثني عشر إلها ، بزعامة (Jupiter) هم :
1. أبولون (Apollo) .
2. باخوس (Bacchus) .
3. سيريس (Ceres) .
4. ديانا (Diana) .
5. جونون (Jun) .
6. جوفينتوسس (Juventus) .
7. مارس (Mars) .
8. ميركور (Mercury) .
9. مينرفا (Minerva) .
10. نبتون (Neptune) .
11. فينوس (Venus) .
12. فستا (Vesta) ، "شاعر روماني 70 - 19 ق. م." .
وفي روما حصل أول تشريع مكتوب عند الرومان في العام 451 ق. م. وحُفِر على 12 طاولة من البرونز، فسُمي (قانون الاثنتي عشرة طاولة). وتعتبر الإنيادة (Ennead) قصيدة ملحمية لاتينية ألفها الشاعر فرجيل (Virgil) وجعلها في 12 بابا على الوزن الثماني، وتتركز حول تَجوال البطل إنياسس وأتباعه بعد سقوط طروادة، وتأسيس وطنهم الجديد في بريطانيا .
*عند المانَوِيّين :
لمّا أتم ماني (Manes) "مؤسس الديانة المانوية في بلاد فارس (215 - 275) م." الثانية عشرة من عمره أتاه الوحي للمرة الأولى من "ملك جنان النور" أي الله ربّ الأرباب، وقام كائن سماوي بنقل الوحي إلى ماني وهو ملاك يسميه النص العربي القديم (التوم)، وكان مُحتوى الرسالة لماني: "اِعتزل هذه الملّة فلست من أهلها، وعليك بالنزاهة، وترك الشهوات، ولم يَئِنْ لك أن تظهر لِحَداثة سنّك". وتزعم المانوية أن ماني عاد من غيابه في السماء إلى الأرض عند إنتهاء الشهر الثاني عشر جالبا البشائر من الرب. وكان للقاضي 12 درجة في الكنيسة المانوية .
*في الهند :
قسم الهنود السنة إلى 12 شهرا في 6 فصول. وعرف الهنود 12 إلها في السنة يتطابقون مع الأشهر. وخلق براهما (Brahma) "الرب الخالق في الهند" 12 إلها مساعدا في عملية الخلق. وبِحَسَبْ المهابهاراتا (Mahabharata) "قصيدة ملحمية هندية تُعتبر كنز المعلومات الميثولوجية" تظهر 12 شمسا في السماء، وتجفف البحار، وتحرق الأرض، ثم تمطر السماوات من دون توقف 12 سنة متتالية حتى تفنى الإنسانية.
وفي نهاية القرن السابع عشر، في ساحل مالابار (Malabar)، وبعدما حَكم ملك كاليكوت 12 سنة (Callicut)، دعا رعيّته إلى احتفال استمر 12 يوما. وفي نهاية الحفل، كانت الطقوس تقضي بأن يتطوع أربعة رجال من بين الجمهور في محاولة لاغتيال الملك الذي كان يحقّ له أن يحميه عدد كبير من أبناء رعيته. وبصورة عامة، كان المتطوعون يقتلون عددا كبيرا من الناس، لكنهم، في النهاية، يتعرضون للموت، ويعود الملك إلى عرشه من جديد .
*في الصين :
كما في الهند قسّم الصينيون السنة إلى 12 شهرا في ستة فصول. ويضمّ تَطوُّر العالم 12 مرحلة من 18100 عاما، والمرحلة الحادية عشرة تنظيمية، والثانية عشرة مرحلة الفراغ .
*في أميركا :
في البيرو (Peru)، كان يوجد في محلة (Cuzco) كوزكو 12 عمودا تشير إلى شروق الشمس عند الأفق خلال 12 شهرا. وكانت البيرو تقسم السنة 12 شهرا .
*عند العبرانيين :
يصف التلمود (the talmud) الاثنتي عشرة ساعة الأولى في النهار الأوّل في حياة آدم (Adam) وهي :
1. الرب الإله يجمع التراب
2. التراب يتحول طينا
3. الرب الإله يصنع جسد آدم
4. الرب الإله ينفخ فيه الروح
5. آدم يقف على رجليه
6. آدم يُسمِّي الكائنات الحية
7. الرب الإله يعطيه حوّاء
8. آدم يُحِبّها ويُجامعها
9. الرب الإله يأمرها بعدم الوصول إلى الشجرة
10. عصيان آدم وحوّاء
11. الرب الإله يُصدر حكمه ضدّهما
12. الرب الإله يطردهما من الفردوس
. . . ويقول التلمود إن كل ساعة تطابق مرحلة رمزية من الوجود .
ويتردد الاثنا عشر باستمرار في العهد العتيق ، فهناك 12 بطريكا أو نبيّا :
1. ملاخي (Malachi) .
2. حجّاي (Aggee) .
3. زكريّا (Zacharie) .
4. عاموس (Amos) .
5. ميخا (Michas) .
6. يونان (Jonas) .
7. عوبديا (Obadia) .
8. صفنيا (Sophonia) .
9. نحوم (Nahum) .
10. حبقوق (Habaquq) .
11. يوئيل (Joel) .
12. هوشع (Hosea) .
ويقول سفر التكوين إن إسماعيل وَلَدَ 12 رئيسا .
ويشير هذا العدد عند العبرانيين، إلى عدد دورات القمر السنوية ، وبذلك يُشار إلى دورة سنوية كاملة ، فكان وكلاء سليمان الحكيم الـ 12 يتولون بالتناوب تموين القصر ، كل واحد في شهره (3 ملوك 4 : 7) . ويرى بعض العلماء أن عدد الأسباط الـ 12 له علاقة بالخدمة الدينية في المعبد العام خلا شهور السنة الـ 12 . (معجم اللاهوت الكتابي - ص 530) .
*عند المسيحيين :
عند المسيحيين يبلغ عدد الأعياد الكبيرة 12 عيدا تُمثِّل مراحل التدبير الخلاصيّ هي :
1. البشارة .
2. الميلاد .
3. التَّقدمة إلى الهيكل .
4. العماد .
5. قيامة إليعازر .
6. التَّجلّي .
7. دُخول المسيح إلى أورشليم .
8. الصَّلب .
9. النُّزول إلى اليمبس أو القيامة
10. الصُّعود .
11. العنصرة .
12. انتقال السَّيّدة .
وفي الإنجيل، صَعِدَ يسوع إلى الهيكل في الثانية عشر من عمره (لوقا 2 : 43) . واختار السيد المسيح 12 رسولا (متى 10 : 1) . وجاء في رؤيا يوحنّا: "وظَهَرَت في السماء آية عظيمة امرأة مُلتحِفة بالشمس وتحت قدميها القمر وعلى رأسها إكليل من 12 كوكبا" (12 : 1) ، وهو رمز للبشرية الجديدة، ويجوز أن تشير إلى مجموعة البروج الـ 12. وتقول الرؤيا إن أورشليم الجديدة لها 12 بابا نُقِشَ عليها أسماء الأسباط الـ 12 (21 : 12)، وتقوم على 12 أساسا تشير إلى أسماء الـ 12 رسولا (21 : 14). وتتألف صلاة (نُؤمن بإله واحد) في المسيحية من 12 جملة .
*عند المسلمين :
سنشير إلى مثالين فقط حول الرقم 12 عند المسلمين لكثرتها وبدون الخوض في التفاصيل وذلك لسهولة الرجوع إليها في كتب التفاسير والفقه وغيره :
- مبطلات الصوم في الإسلام (عددها 12) .
- وفي الإسلام أيضا وُلِدَ لإسماعيل من بنت مضاض بن عمرو اثنا عشر ولدا هم آباء العرب المُستعرِبة ، وهم العرب الذين ينتمون من ناحية خؤولتهم إلى العرب العاربة أبناء يعرب بن قحطان .
*عند البَهائيّين :
تحتفل البهائية بعيد الرضوان. ويَتَواصل الاحتفال بهذا العيد طيلة 12 يوما، وهي مناسبة تعيد ذكرى اعتزال البهاء 12 يوما في حديقة الرضوان قبل إعلانه عن دَعوته (البهائية والقاديانية - ص 109) .
*عند النُصَيْريّين :
في السورة السادسة عشر واسمها النّقيبية في كتاب النُّصَيْريّين جاء "أن عدد السادة النُّقباء 12. وهم الذين اختارهم الرسول محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) من بين السبعين رَجُلا في ليلة العقبة في وادي منى" .
*في السِّحر :
بحسب مَصادر السحر ، تتألف جهنم من 12 غرفة تضم أرواح العباقرة. وبرأي الساحر بازيل فالنتان (عالم غنوصيّ وُلِد بالإسكندرية - مات 161م) تتألف الفلسفة من 12 مفتاحا للمعرفة. ويُعتقد تراث السحر بوجود 12 غرفة في العرش السماوي، و 12 برجا في السماء، و 12 برجا في السن .
*عند الماسونيّين :
عندما مات أندرسون (Anderson)، أحد مؤسّسي الماسونية الحديثة، في العام 1379م، شارك في دفنه 12 ماسونيًّا. وتتألف المحكمة العُليا للمَحفل من 12 قاضيا يُمثلون القوى الـ 12 في الكون (La franc-maconnerin - p.26) .
*في أفغانستان :
يُعتبر البَيْض رمزا للإنجاب في أفغانستان، إذ يعدّ الناس داخل حجرة العروس، ليلة الزفاف، حلّة نحاسية يضعون بداخلها 12 بيْضة، ثم يُحكِمون غطاءها ويدعون العروس للجلوس عليها طوال الليلة السابقة لزفافها، فهم يتفاءلون بالبيْض طلبا للإنجاب .
*المدينة الفاضلة :
يقول الفارابي إن رئيس المدينة الفاضلة يتّصف بـ 12 صفة فُطِر عليها وهي أن يكون :
1. تامّ الأعضاء والقوى .
2. جيّد الفهم والتصوّر بالطبع .
3. جيّد الحفظ . جيّد الفطنة ذكيا .
4. حَسَن العبارة .
5. مُحبا للتعليم والاستفادة سهل القبول لها .
6. غير شَرِه على المأكول والمشروب والمنكوح .
7. متجنّبا بالطبع للّعب كبير النفس محبا للكرامة .
8. يكون الدرهم والدينار وسائر أغراض الدنيا هيّنة عنده .
9. محبًّا للعدل وأهله ومُمبغِضا للجور والظلم وأهلهما .
10. يُعطي النصف (الإنصاف والعدل) من (نفسسه ومن) أهله ومن غيره ويحثُّ عليه .
11. عدلا معتدلا غير صعب القياد .
12. قوي العزيمة جسورا مقداما غير خائف ولا ضعيف النفس .
*عند إخوان الصّفا :
يقول إخوان الصّفا إن أوّل بيوت الفلك هو البيت الذي يَطلُع أوّله من أفق المشرق والذي بعده هو الثاني، ثم الثالث، ثم الرابع، ثم كذلك سائر البيوت يسمّى كل بيت منها باسم العدد الذي يليه إلى الثاني عشر. وكل بيت من هذه البيوت الاثنى عشر يسمّى باسم مخصوص ويُنسَب إلى أشياء موجودة فيه .
1. البيت الأوّل يقال له الطالع، وهو يدل على الأبدان والحياة وعلى حالات كل ابتداء. حركة المثلثة الأولى تدل على الحياة والعمر وطوله وقصره، والثانية تدل على القوة في الجسم ، والثالثة تدل على الصورة .
2. والبيت الثاني يقال له بيت المال، وهو يدل على جمع المال واكتنازه وأسباب المعاش وحالاتها والأخذ والإعطاء. المثلثة الأولى تدل على المال، والثانية على الأعوان والمعاش، والثالثة تدل على المروءة واللطف .
3. والبيت الثالث من الطالع يقال له بيت الإخوة والأخوات والأقرباء والأصهار والعِلم والرّأي والدين والفقِه والخصومات والأديان والكتب والأخبار والرسل والأسفار القريبة والنساء والأحلام القليلة. المثلثة الأولى تدل على الإخوة والأخوات، الثانية تدل على القرابات، الثالثة تدل على الرّعيّة.
4. البيت الرابع من الطالع يقال له بيت الآباء، وهو يدل على حالات الآباء: الأصل والجنس والأرضين والقُرى والمدائن والبناء، وعلى كل شيء مستور ممّا كان تحت الأرض، وعلى الكنوز، وعلى العاقبة والموت وما بعده ممّا تَصير إليه حالات الإنسان الميت من الدفن والنّبش أو الصلب والحرق أو الرمي به في بعض المواضع، أو أكل لحم الحيوان أو غير ذلك من حالاته، وما يختصذ بالنفسس من الثواب والعقاب في المَعاد، ولا يتهيّأ لأحد النظر في هذا القسم المختص بالنفس إلا للعلماء من إخواننا الفضلاء. المثلثة الأولى تدل على الآباء والأمهات ، الثانية تدل على العاقبة في الأمور ، الثالثة تدل على الأرضين وبناء المدائن .
5. البيت الخامس من الطالع يقال له بيت الولد، وهو يدل على الولد والرسل والهدايا والرجاء وطلب النسساء والمصادقة والأصدقاء والمدن وحالات اهلها وعلى غلَّلات الضِّياع وكثرتها وقلّتها. المثلثة الأولى تدل على الولد واللذة والأكل والشرب، والثانية تدل على الأخبار والرسل، والثالثة تدل على المخاطبة والمصادقة .
6. البيت السادس يقال له بيت المرض، وهو يدل على الأمراض وأسبابها والزَّمانة والعبيد والإماء والوضيعة والظلم والنُّقلة من مكان إلى مكان. المثلثة الأولى تدل على المرض، والثانية تدل على العبيد، والثالثة على الهِمَّة والفكر .
7. البيت السابع منه يقال له بيت النساء، وهو يدل على النساء والتزويج وأسبابه والخصومات والأضداد والسَّلف وأسبابه والشَّرِكة. المثلثة الأولى تدل على النكاح، والثانية تدل على الأضداد، والثالثة تدل على الشَّرِكة.
8. البيت الثامن يقال له بيت الموت، وهو يدل على الموت والقتل والمواريث وعلم السّموم القاتلة، والخوف، وعلى كل شيء هَلَك وضلّ، وعلى الودائع والبطالة والكسل. المثلثة الأولى تدل على الموت، الثانية تدل على الخوف، الثالثة تدل على المواريث.
9. البيت التاسع يقال له بيت السَّفر، وهو يدل على الأسفار والطرق والغربة وأمر الربوبية والنبوة والدين وبيوت العبادة كلها، والفلسفة وتَقدِمة المعرفة، وعِلْم النجوم والكِهانة والكتب والرسل والأخبار والرؤيا. المثلثة الأولى تدل على السفر وموافقَته، والثانية تدل على الدين والعبادة والكتب والعلم والفلسفة، الثالثة تدل على الرؤيا والأحلام.
10.البيت العاشر يقال له بيت السلطان، وهو يدل على الرفعة والملك والسلطان والوالي والقاضي والشَّرف والذِّكر والصناعات والأمهات والأعمال . المثلثة الأولى تدل على السلطان والعزّ والولايات، الثانية تدل على المسألة الغامضة وعلى الملائكة والوحي ويقال إنها السلطان والعزّ والولايات، الثالثة تدل على الأمهات .
11.البيت الحادي عشر يقال له بيت السعادة، وهو يدل على السعادة والرجاء والأصدقاء والمحبة والثناء والمواعيد والآمال والولد والأعوان. المثلثة الأولى تدل على الرجاء في الأمور، والثانية تدل على السعادة، الثالثة تدل على الأصدقاء والسّخاء والكرم .
12.البيت الثاني عشر يقال له بيت الأعداء ، وهو يدل على الأعداء والشّقاء والحزن والغُموم والحقد والنميمة والمكر والحِيَل والعِناء والدَّؤوب ، ويدل على الجيوش . المثلثة الأولى تدل على الأعداء ، الثانية تدل على الشّقاء والنميمة والغُموم ، الثالثة على الدَّؤوب (رسائل إخوان الصفا وخلان الوفاء - ج 4 - من ص 355 حتى 358) .
*عند الفرس :
يؤمن الفرس بالثواب والعِقاب بعد الموت، وفي النهاية، هناك المرحلة السعيدة لكل الناس في القيامة التي تحصل بعد اثني عشر ألف عام، وهو "الوقت المحدود للوقت اللامحدود" الذي بدأ مع بداية الخلق. وفي الدينونة الأخيرة يَعرف كل واحد الخير والشر الذي عَمِلَ. وفي النهاية يجتمع الأخيار والأشرار يمجّدون آهورا مازدا إله الخير عند الفرس .
آمنت الزَّرادشتيّة بأن العالم الأرضي يتصل بالعالم الآخر في قنطرة شنغال (Shingal) وهي جسر الانفصال، حيث في طرفه الأعلى عَذراء جميلة تقود الروح الخيّرة إلى حيث الإله الأعظم والسعادة الغامرة، والروح الشريرة لدى مرورها على هذه القنطرة ترتعش وتنهار، وتُحطها موبقاتها إلى الدرك الأسفل، حيث الأشرار. وكل من قلّت سيِّئاته ورجحت حسناته مقّره النعيم والجحيم محدد باثني عشر ألف عام، وفي كلا النعيم أو الجحيم، خلود، خلود (موسوعة الأديان د. أبي شقراء) .
يقول الفرس إن العالم يستمرّ اثني عشر ملْيار عام .
*الاثنا عشرية :
تسمى أيضا الشيعية الإمامية او الموسوية، وهي تَعترف بتوالي اثني عشر إماما أوَّلهم الإمام علي كرم الله وجهه، يليه ابناه الحسن ثم الحسين، ومن بعْد الحسن تسعة أَئمّة يتحدّرون من صلبه جيلا بعد جيل .
وقالوا إن الإمامة رَجعت بموت إسماعيل إلى جعفر الذي نَقلها إلى ابنه الثاني موسى الكاظم. وَسُمّوا بالاثني عشرية لأنهم يذهبون بالإمامة إلى الإمام الثاني عشر محمد المهدي الذي "غاب" و"اختفى" سنة 266هـ في سرداب في مدينة سامرّاء، وأمّه تنظر إليه وتنتظر عودته. يُلقَّب بالحُجّة وبصاحب الزمان وخاتم الأئمّة والأوصياء، وسيعود بعد غيبته إلى الأرض لِيَردّ إليها العدل والإنصاف. وغيابه لا يُضِرّ الإيمان في شيء لأنه ما يزال موجودا بين شيعته يهتمّ لأمورهم، ويُرسل إليهم النُّذر.