منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد
والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم Ouuoo510

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد
والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم Ouuoo510
منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد

منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

عمور الصديق

عمور الصديق
الادارة
الادارة

والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم
بقلم: د.‏ زغـلول النجـار








ذه الآية الكريمة جاءت في نهاية النصف الأول من سورة يس‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها‏(83),‏ ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة الإسلامية‏,‏ ومن أسسها الإيمان بالله الخالق‏:‏ إلها واحدا لا شريك له في ملكه‏,‏ ولا منازع له في سلطانه‏,‏ ولا شبيه له من خلقه‏,‏ والإيمان بالقرآن الكريم‏,‏ آخر كتب الله‏,‏ والكتاب المنزل علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ والإيمان ببعثة هذا النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الذي ختمت ببعثته النبوات‏,‏ وتكاملت في رسالته كل رسالات السماء‏,‏ والإيمان بالبعث والنشور‏,‏ والحساب والخلود في الآخرة إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏.‏
وقد سميت السورة بهذا الإسم لاستهلالها بالحرفين المقطعين‏(‏ يس‏),‏ والحروف المقطعة التي استفتحت بها تسع وعشرون سورة من سور القرأن الكريم‏,‏ والتي تضم نصف عدد أسماء حروف الهجاء الثمانية والعشرين تعتبر سرا من أسرار القرآن الكريم التي لم يتم أكتشافها بعد‏,‏ وإن بذلت محاولات عديدة في سبيل ذلك‏.‏

وقد تكون هذه الأحرف الهجائية المقطعة رموزا إلي كلمات‏,‏ أو معان‏,‏ أو أعداد معينة‏,‏ أو أسماء للسور التي وردت في أوائلها‏,‏ أو وسيلة قرع للأسماع والقلوب كي تنشط وتتنبه لتلقي القرآن الكريم‏,‏ أو أنها جعلت للدلالة علي صدق رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ من حيث نطقه بأسماء الحروف وهو أمي‏,‏ والأمي لا يعرف أسماء الحروف وإن نطق بأصواتها‏,‏ وقد تكون للتنبيه علي إعجاز القرأن الكريم الذي صاغه الله‏(‏ تعالي‏)‏ من جنس تلك الحروف الهجائية التي يتكلم بها العرب‏..‏ ويعجزون من الإتبان بشيء من مثله‏,‏ وقد تكون كل ذلك وغيره‏.‏
ويروي عن ابن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ قوله‏:‏ أن يس معناها ياأيها الإنسان في لهجة طيء‏,‏ وقيل إنها من أسماء رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بدليل توجيه الخطاب إليه في جواب القسم بالقرأن الحكيم وذلك بقول الحق‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏ إنك لمن المرسلين‏*‏ وقيل إن معناها‏:‏ ياسيد البشر‏,‏ والله‏(‏ تعالي‏)‏ أعلم‏.‏

وبعد هذا الاستهلال يقسم ربنا تبارك وتعالي ـ وهو الغني عن القسم ـ بالقرأن الحكيم‏(‏ أي المتضمن للحكمة والناطق بها‏,‏ والمحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه‏,‏ والمصون من الضياع والتحريف‏)‏ وهذا القسم بالقرآن الحكيم جاء تأكيدا علي صدق نبوة ورسالة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ التي حاول نفر من الكفار والمشركين التشكيك فيها قديما كما فعل كفار قريش وحديثا كما يفعل الذين لا يزالون يحاولون‏..!!‏ وأقسم الله‏(‏ تعالي‏)‏ بالقرأن الحكيم علي أن الإسلام العظيم هو صراطه المستقيم‏,‏ وهو دينه القويم الذي أوحي به إلي كل نبي وإلي كل رسول‏,‏ وأن القرأن الكريم هو تنزيل من الله العزيز الرحيم يحمله هذا النبي الخاتم والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الي قومه الذين لم يسبق لآبائهم أن تلقوا مثل هذا الوحي فبقوا في غفلة عن الدين‏,‏ الذي جاء المصطفي لينذرهم به‏,‏ وينذر من بعدهم العالم بأسره‏,‏ وذلك لأن الغالبية العظمي من كفار قريش‏,‏ ومن بعدهم غالبية أهل الأرض اليوم هم من غير المؤمنين‏,‏ الذين تمادوا في الغي والضلال‏,‏ وفي تكذيب الرسالة الخاتمة فحق عليهم عذاب الله وانتقامه‏...!!‏ وتصف الآيات بعد ذلك جانبا من أحوال هؤلاء الكافرين المعرضين عن الحق‏,‏ وهم نمط للكفر في القديم والحديث واحد‏..!!‏

واستعرضت سورة يس عددا من الشواهد الكونية المبهرة الدالة علي طلاقة القدرة الإلهية المبدعة‏,‏ والناطقة بألوهية الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وربوبيته ووحدانيته‏,‏ والمنذرة ـ في نفس الوقت ـ من عواقب التكذيب بالوحي الخاتم‏.‏ ومن أجل ذلك أوردت السورة الكريمة قصة أهل القرية التي كذبت رسل ربها‏,‏ وجحدت نصح الناصحين من أبنائها‏,‏ بعد أن بعث الله‏(‏ تعالي‏)‏ إليهم بثلاثة من رسله فكذبوهم‏,‏ وأوفد إليهم رجلا منهم ينصحهم بضرورة الإيمان الخالص بالله‏,‏ والتوحيد المطلق لجلاله فقتلوه‏,‏ وأدخله الله‏(‏ تعالي‏)‏ الجنة‏,‏ ولم يمهل قومه المجرمين فدمرهم من بعده تدميرا‏..!!‏
ومن الغريب أن الناس لايعتبرون بسير الأمم البائدة والتي أهلكها الله‏(‏ تعالي‏)‏ بكفرها‏,‏ وماأكثر القصص القرآني في ذلك‏..!!.‏

واستعرضت السورة الكريمة موقف المعرضين عن الهداية الربانية‏,‏ والمكذبين بالآخرة‏,‏ ووصفت جانبا من سلوكياتهم‏,‏ وصورا لنفسياتهم‏,‏ وطرائق تفكيرهم‏,‏ وعرضت لجوانب من ضلالهم وحيرتهم في الدنيا‏,‏ ولضياعهم وهلاكهم في الآخرة‏,‏ ومن مواقفهم يوم البعث الذي استعرضت جانبا من أهواله‏,‏ من مثل نفخة الصور الأولي التي تعرف باسم نفخة الفزع الأكبر‏,‏ والتي تصدر إعلانا عن نهاية الحياة الدنيا‏,‏ ثم تأتي نفخة الصعق التي يصعق بها كل من في الأرض فيموتون‏,‏ ثم تكون بعد ذلك نفخة البعث والنشور التي يخرج بها الناس مذهولين من القبور‏,‏ فيعلموا أن وعد الله حق‏..!!‏
وتمايز السورة الكريمة بين مصائر أهل الجنة ومصائر أهل النار في الآخرة‏,‏ فالضالون المكذبون الذين اتبعوا خطوات الشيطان ـ وهو عدو لهم ـ فأضلهم عن طريق الهداية الربانية الحقة خسروا في الدنيا والآخرة‏,‏ وهم في النار يصطلون‏,‏ وأصحاب الجنة في النعيم يرفلون‏.‏

وتؤكد سورة يس أن طول الأجل في الحياة الدنيا منتكس للإنسان من القوة إلي الضعف‏,‏ ومن الزيادة الي النقص مما يؤكد عجز الإنسان أمام قدرة خالقه‏,‏ وحتمية الضعف والموت عليه‏.‏
وتدافع الآيات عن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ الذي اتهمه كفار قريش ـ زورا ـ بالشعر‏,‏ كي يدعموا إدعاءهم الباطل أن القرأن الكريم من نظمه هو‏...‏ فيرد ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ عليهم بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏




وماعلمناه الشعر وماينبغي له إن هو إلا ذكر وقرأن مبين‏*‏ لينذر من كان حيا ويحق القول علي الكافرين‏*(‏ يس‏:70,69)‏
وتثبت الآيات رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بخطاب من الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ إليه يقول فيه‏(‏ سبحانه‏):‏
فلا يحزنك قولهم إنا نعلم مايسرون ومايعلنون‏*(‏ يس‏:76)‏

وتنتهي سورة يس إلي تمجيد الله‏(‏ تعالي‏)‏ وتنزيهه عن كل وصف لا يليق بجلاله‏,‏ هذا الإله الخالق العظيم الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وملكوت كل شيء‏,‏ والذي إليه وحده مرجع كل الخلائق للحساب والجزاء‏,‏ ولذلك ختمت بهذه الآية الجامعة التي تهتز لها القلوب والعقول والأبدان والتي تنطق بالحق الذي لا مراء فيه فتقول‏:‏
فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون‏*(‏ يس‏:83)‏

والآيات الكونية التي استشهدت بها سورة يس علي صدق ماجاء بها من عقائد وقصص وأحكام هي ايات كثيرة منها مايلي‏:‏
‏(1)‏ قدرة الله تعالي علي إحياء الموتي‏.‏

‏(2)‏ قدرته‏(‏ تعالي‏)‏ علي تدوين أعمال الخلق وآثارهم‏.‏

‏(3)‏ إحياء الأرض الميتة بإنزال المطر عليها وإنباتها بالنباتات المنتجة للحبوب‏,‏ وملئها بجنات من نخيل وأعناب‏,‏ وتفجير العيون من خلالها‏.‏

‏(4)‏ خلق كل شيء‏..‏ من زوجين‏.‏

‏(5)‏ سلخ النهار من الليل إشارة إلي دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ والي رقة طبقة النهار‏,‏ والي حقيقة أن الظلمة هي الأصل في الكون‏,‏ وأن النور نعمة عارضة فيه‏.‏

‏(6)‏ جري الشمس لمستقر لها‏.‏

‏(7)‏ دوران القمر حول الأرض في منازل محددة‏,‏ متدرجا في مراحل متتالية حتي يعود هلالا كالعرجون القديم‏.‏

‏(Cool‏ جري كل من الشمس والقمر والأرض وبقية أجرام السماء كل في فلكه المحدد له‏.‏

‏(9)‏ حمل الأفراد من ذرية آدم الذين نجوا من الطوفان مع نوح‏(‏ علي رسولنا وعليه من الله السلام‏)‏ في الفلك المشحون‏.‏

‏(10)‏ خلق وسائل الركوب الأخري‏.‏

‏(11)‏ شهادة الأيدي والأرجل علي أصحابها يوم القيامة‏.‏

‏(12)‏ خلق الأنعام وتذليلها للإنسان‏.‏

‏(13)‏ خلق الإنسان من نطفة‏.‏

‏(14)‏ أن الذي خلق قادر علي البعث‏,‏ لأنه‏(‏ تعالي‏)‏ هو العليم بكل خلق‏.‏

‏(15)‏ جعل الشجر الأخضر مصدرا للنار‏(‏ أي للطاقة‏)‏

‏(16)‏ أن خالق السماوات والأرض قادر علي أن يخلق مثلهم وهو الخلاق العليم‏.‏

‏(17)‏ أن من صفات الألوهية أن يقول الله‏(‏ تعالي‏)‏ للشيء‏:‏ كن فيكون‏.‏

‏(18)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ بيده ملكوت كل شيء‏,‏ وأن كل شيء عائد إليه‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج الي معالجة خاصة‏,‏ ولذا فسوف أقصر الحديث هنا علي النقطة السابعة فقط في القائمة السابقة ألا وهي نقطة دوران القمر حول الأرض في منازل محددة‏,‏ ومتدرجا في مراحل متتالية حتي يعود هلالا كالعرجون القديم والحكمة من هذه المنازل وهذا التشبيه وجوانب السبق العلمي في هذه الآية الكريمة‏,‏ وقبل الخوض في ذلك لابد من استعراض أقوال عدد من المفسرين السابقين في شرحها‏.‏

من أقوال المفسرين
في تفسيرقوله‏(‏ تعالي‏):‏
والقمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم‏*(‏ يس‏:39)‏
‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:...‏ ثم قال جل وعلا‏Sad‏ والقمر قدرناه منازل‏)‏ أي جعلناه يسير سيرا آخر‏,‏ يستدل به علي معني الشهور‏,‏ كما أن الشمس يعرف بها الليل والنهار‏,‏ كما قال‏(‏ عز وجل‏)Sad‏ يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج‏).‏ وقال تعالي‏Sad‏ هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب‏)‏ الآية‏,‏ وقال تبارك وتعالي‏Sad‏ وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا‏),‏ فجعل الشمس لها ضوء يخصها‏,‏ والقمر له نور يخصه‏,‏ وفاوت بين سير هذه وهذا‏,‏ فالشمس تطلع كل يوم وتغرب في آخره علي ضوء واحد‏,‏ ولكن تنتقل في مطالعها ومغاربها صيفا وشتاء‏,‏ يطول بسبب ذلك النهار ويقصر الليل‏,‏ ثم يطول الليل ويقصر النهار‏,‏ وجعل سلطانها بالنهار‏....,‏ أما القمر فقدره منازل يطلع في أول ليلة من الشهر ضئيلا قليل النور‏,‏ ثم يزداد نورا في الليلة الثانية ويرتفع منزلة‏,‏ ثم كلما ارتفع ازداد ضياء وإن كان مقتبسا من الشمس‏,‏ حتي يتكامل نوره في الليلة الرابعة عشرة‏,‏ ثم يشرع في النقص الي آخر الشهر‏,‏ حتي يصير‏(‏ كالعرجون القديم‏)‏ قال ابن عباس‏:‏ وهو أصل العذق‏,‏ وقال مجاهد‏(‏ العرجون القديم‏):'‏ أي العذق اليابس‏,‏ يعني أصل العنقود من الرطب إذا عتق ويبس وانحني‏,‏ ثم بعد هذا يبديه الله تعالي جديدا في أول الشهر الآخر‏.‏

‏*‏ وجاء في تفسير الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه‏)‏ ما نصه‏Sad‏ والقمر‏)‏ بالرفع والنصب‏,‏ وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده‏(‏ قدرناه‏)‏ من حيث سيره‏(‏ منازل‏)‏ ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر‏,‏ ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما‏,‏ وليلة إن كان تسعة وعشرين يوما‏(‏ حتي عاد‏)‏ في آخر منازله في رأي العين‏(‏ كالعرجون القديم‏)‏ كعود الشماريخ‏[‏ جمع شمراخ وهو عيدان عنقود النخيل الذي عليه الرطب‏]‏ إذا عتق‏,‏ فإنه يرق ويتقوس ويصفر‏.‏
‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدم للاسلام والمسلمين‏)‏ ما نصه‏:...‏ والعباد يرون القمر في منازله تلك‏,‏ يولد هلالا‏,‏ ثم ينمو ليلة بعد ليلة حتي يستدير بدرا‏,‏ ثم يأخذ في التناقص حتي يعود هلالا مقوسا كالعرجون القديم‏.‏ والعرجون هو العذق الذي يكون فيه البلح من النخلة‏.....‏

‏*‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحم الله كاتبه رحمة واسعة‏)‏ ما نصه‏Sad‏ والقمر قدرناه منازل‏)‏ أي قدرنا سيره في منازل‏,‏ ينزل كل ليلة في منزل لا يتخطاه‏,‏ ولا يتقاصر عنه‏,‏ علي تقدير مستو من ليلة المستهل الي الثمانية والعشرين‏,‏ ثم يستتر ليلتين إن كان الشهر تاما‏,‏ وليلة إن نقص يوما فإذا كان في آخر منازله رق وتقوس‏(‏ حتي عاد‏)‏ أي صار في رأي العين‏(‏ كالعرجون القديم‏)‏ أي العتيق اليابس‏,‏ وهو عود العذق ما بين الشماريخ الي منبته من النخلة‏,‏ والعذق‏:‏ القنو من النخل وهو كالعنقود من العنب‏,‏ والشماريخ‏:‏ جمع شمراخ وشمروخ‏,‏ وهو العيثكال الذي عليه البسر‏.‏ وسمي عرجونا من الانعراج وهو الانعطاف‏,‏ شبه القمر به في دقته وتقوسه واصفراره‏.‏
‏*‏ وجاء في المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزي الله كاتبيه خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏ والقمر جعلناه بتدبير منا منازل‏,‏ إذ يبدو أول الشهر ضئيلا‏,‏ ثم يزداد ليلة بعد ليلة‏,‏ الي أن يكتمل بدرا‏,‏ ثم يأخذ في النقصان كذلك‏,‏ حتي يعود في مرآه كأصل العنقود من الرطب إذا قدم فدق وانحني واصفر‏.‏

‏*‏ وذكر صاحب صفوة التفاسير‏(‏ جزاه الله خيرا‏)‏ مانصه‏:‏
‏(‏والقمر قدرناه منازل‏)‏ أي والقمر قدرنا مسيرة في منازل يسير فيها لمعرفة الشهور‏,‏ وهي ثمانية وعشرون منزلا في ثمان وعشرين ليلة ينزل كل ليلة في واحد منها لا يتخطاها ولا يتعداها‏,‏ فإذا كان في آخر منازله دق واستقوس‏(‏ حتي عاد كالعرجون القديم‏)‏ أي حتي صار كغصن النخل اليابس‏,‏ وهو عنقود التمر حين يجف ويصفر ويتقوس‏....‏

القمر في القرآن الكريم
جاء ذكر القمر في القرآن الكريم سبعا وعشرين مرة‏,‏ كما جاءت الإشارة الي مراحله المختلفة تحت مسمي الأهلة مرة واحدة‏,‏ ويكون مجموع ذلك ثمان وعشرين مرة وهي أيام رؤية القمر في كل شهر‏,‏ وعدد منازله اليومية‏,‏ ولا يمكن أن يأتي هذا التوافق الدقيق بمحض الصدفة لأن مثل هذه المقابلات في القرآن الكريم أكثر من أن تحصي‏,‏ وأنها لو خدمت خدمة إحصائية دقيقة لأصبحت من أوضح جوانب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم‏.‏

وهذه الآيات قمت بتصنيفها في مقال سابق‏,‏ إلي عدد من المجموعات التي يمكن إيجازها فيما يلي‏:‏
‏(1)‏ آيتان تصفان القمر في رؤيتين من رؤي اثنين من رسل الله‏,‏ إحداهما في حال اليقظة والأخري في المنام‏(‏ الأنعام‏:77,‏ يوسف‏:4)‏

‏(2)‏ آيتان تصفان الشمس والقمر مرة بأنهما حسبانا‏(‏ أي وسيلةلحساب الزمن‏)‏ والأخري بأنهما بحسبان‏(‏ أي يجريان بحساب دقيق مقرر معلوم‏)(‏ الأنعام‏:96,‏ الرحمن‏:5)‏

‏(3)‏ إحدي عشرة آية‏,‏ منها ما يتحدث عن خلق كل من الشمس والقمر‏,‏ وسجودهما لله تعالي‏,‏ وتسخيرهما بأمره ليكونا في خدمة خلق الله إلي أجل مسمي‏,‏ واعتبارهما آيتين من آيات الله‏,‏ ومنها ما ينهي عن السجود لهما‏,‏ ويأمر بالسجود لخالقهما وحده‏(‏ الأعراف‏:54,‏ الرعد‏:2,‏ إبراهيم‏:33,‏ النحل‏:12,‏ الأنبياء‏:33,‏ الحج‏:18,‏ العنكبوت‏:61,‏ لقمان‏:29,‏ فاطر‏:13,‏ الزمر‏,5,‏ فصلت‏:37)‏


http://amoralsdek.blogspot.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى