منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد
الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون Ouuoo510

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد
الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون Ouuoo510
منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد

منتـــــــــدى الرشــــــــــــــــاد


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

عمور الصديق

عمور الصديق
الادارة
الادارة

الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون
بقلم الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار








هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أول الخمس الأخير من سورة الروم وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها ستون‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم للإشارة في مطلعها إلي هزيمة الروم‏(‏ الدولة البيزنطية‏)‏ علي أيدي جيوش الفرس‏(‏ في حدود سنة‏614‏ مـ‏615‏ م‏),‏ والبشارة بنصرهم المستقبلي في بضع سنين من تاريخ نزول هذه السورة المباركة‏(‏ وقد تحقق ذلك في حدود سنة‏624‏ م أي في العام الهجري الثاني حين تحقق نصر الله للمسلمين في يوم بدر‏).‏
ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة‏,‏ وركائزها الأساسية ومنها الإيمان بوحدانية الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بغير شريك ولا شبيه ولا منازع‏,‏ وبوحدة الرسالة السماوية التي تكاملت في بعثة النبي والرسول الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وبوحدة الخلق‏,‏ وبالآخرة وأهوالها‏,‏ وحتمية الجزاء‏,‏ والخلود في حياة قادمة إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا كما أخبر الصادق المصدوق‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏).‏

وتبدأ سورة الروم بثلاثة حروف من الفواتح الهجائية‏(‏ أو ما يعرف باسم الحروف المقطعة‏)‏ وهي ألم‏;‏ وهذه الحروف الثلاثة تكررت في مطلع ست من سور القرآن الكريم‏(‏ هي البقرة‏,‏ آل عمران‏,‏ العنكبوت‏,‏ الروم‏,‏ لقمان‏,‏ والسجدة‏),‏ وهذه الفواتح من أسرار القرآن الكريم التي حاول عدد من الدارسين الكشف عنها دون الوصول إلي إجماع في ذلك‏,‏ وتوقف الكثيرون عن الخوض فيها مكتفين بتفويض أمرها إلي الله‏(‏ تعالي‏),‏ راجين أن يفتح‏(‏ بفضله ورحمته‏)‏ باب علم لأحد المهتمين بها في مستقبل الأيام إن شاء‏.‏
وتنتقل السورة الكريمة بعد ذلك إلي زف بشري الانتصار المستقبلي للروم بعد نزول السورة ببضع سنين‏,‏ وكانت جيوش الفرس قد هزمتهم قبل نزولها بعدة سنوات‏,‏ وكانت فارس دولة وثنية‏,‏ وكان الروم البيزنطيون من أهل الكتاب‏,‏ ومن هنا كانت البشري للمسلمين‏.‏

وتؤكد الآيات في مطلع سورة الروم أن الأمر كله لله من قبل ومن بعد‏...‏ ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون‏.‏
وتؤكد الآيات أن أكثر الناس يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون‏.‏

وتذكر السورة الكريمة بآيات الله في الأنفس وفي الآفاق‏,‏ وبحتمية لقاء الله‏,‏ وبالاعتبار بقصص الأمم السابقة‏,‏ وبما نزل بهم من عذاب عقابا لهم علي تكذيبهم واستهزائهم بآيات الله ورسله‏,‏ وتحذر من يأس المجرمين وحزنهم يوم تقوم الساعة‏,‏ وكفرهم بشركائهم‏,‏ ويومئذ يتفرق الخلق إلي صالحين وكافرين‏,‏ وتتحدث الآيات عن جزاء كل منهم‏.‏
وتزخر سورة الروم بالأمر بتسبيح الله‏,‏ وتنزيهه عن كل وصف لا يليق بجلاله‏,‏ وبحمده‏(‏ تعالي‏)‏ علي نعمائه‏,‏ في كل وقت‏,‏ وفي كل حين‏,‏ كما تزخر بالآيات الكونية الدالة علي طلاقة القدرة الإلهية في الخلق والإفناء والبعث‏,‏ وتضرب العديد من الأمثال‏...!!‏

وتنصح سورة الروم رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وبالتالي تنصح كل إنسان بأن يقيم وجهه للدين الإسلامي الحنيف‏,‏ ذلك الدين القيم‏,‏ دين الفطرة التي فطر الله‏(‏ تعالي‏)‏ الناس عليها‏,‏ والتي لا تبديل لها‏,‏ وهي حقيقة لا يعلمها كثير من الناس‏,‏ كما تنصح بالإنابة إلي الله‏(‏ تعالي‏)‏ وتقواه‏,‏ وبإقام الصلاة‏;‏ وتحذر من الشرك والمشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون‏(‏ الروم‏:32).‏
وتتحدث سورة الروم عن شيء من التقلب في طبائع النفس الإنسانية من مثل اللجوء إلي الله‏(‏ تعالي‏)‏ في الشدة‏,‏ والإعراض عن هديه في الرخاء‏,‏ والإيمان به‏(‏ تعالي‏)‏ في لحظات الضيق‏,‏ والكفر به‏(‏ سبحانه‏)‏ وبما أنزل في لحظات السعة‏,‏ وتتساءل تساؤل الاستنكار والاستهجان‏:‏ هل تلقي هؤلاء المشركون من الله‏(‏ تعالي‏)‏ ما يتكلم بما كانوا به يشركون؟ وتضيف أن الناس إذا أذاقهم الله رحمة فرحوا بها‏...‏ وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون علما بأن بسط الرزق لمن يشاء الله‏(‏ تعالي‏)‏ من عباده‏,‏ وقبضه عمن يشاء من عباده هو من آيات الله البينات لقوم يؤمنون‏.‏

ومن مكارم الأخلاق التي تدعو إليها سورة الروم‏:‏ الأمر بإخراج الزكاة‏,‏ وإيتاء كل ذي حق حقه من ذوي القربي‏,‏ والمساكين‏,‏ وأبناء السبيل‏,‏ والنهي عن أكل الربا‏,‏ وتؤكد أن الالتزام بأوامر الله خير للذين يريدون وجه الله‏,‏ وأنهم هم المفلحون والمضعفون‏.‏
وتؤكد السورة الكريمة أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الخلاق‏,‏ الرزاق‏,‏ المحيي‏,‏ المميت‏,‏ الباعث‏,‏ الشهيد‏,‏ ولا يستطيع أحد ممن أشرك به المشركون أن يفعل شيئا من ذلك‏,‏ فسبحانه الله وتعالي عما يشركون‏...!!‏

وتربط السورة بين ظهور الفساد في البر والبحر وبين سوء أعمال الناس وما كسبت أيديهم‏...‏ ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون‏;‏ وتأمر بالسير في الأرض لاستخلاص العبر من تاريخ الأمم السابقة وكيف كانت عاقبة أمورهم لأن أكثرهم كانوا مشركين‏...!!‏
وتوصي سورة الروم خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ ـومن ثم فإنها تأمر جميع المؤمنينـ بضرورة الاستقامة علي الدين القيم من قبل أن تأتي الآخرة فيصدع الله‏(‏ تعالي‏)‏ بها كل الخلائق‏,‏ ثم يجزي كلا بعمله‏,‏ ويخص الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالكثير من فضله‏,‏ ويخص الكافرين بعذابه وعقابه‏,‏ لأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ لا يحب الكافرين‏.‏

وتتحدث الآيات عن إرسال الرياح مبشرات برحمة من الله وفضل‏,‏ ولتجري الفلك بأمره‏,‏ وليبتغي الناس من فضله ورحمته ولعلهم يشكرون‏...!!‏
وتذكر السورة الكريمة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بشيء من قصص من سبقه من الأنبياء والمرسلين‏,‏ وبما أصاب المجرمين من أقوامهم‏,‏ كما تذكره بتعهد الله‏(‏ تعالي‏)‏ بنصر المؤمنين‏.‏

وتتحدث الآيات بأن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي‏...‏ يرسل الرياح فتثير سحابا‏,‏ فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون‏*‏ وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين‏*.‏
واعتبرت سورة الروم قدرة الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي إحياء الأرض بعد موتها‏(‏ وذلك بإنزال ماء المطر عليها‏)‏ إثباتا لقدرته‏(‏ تعالي‏)‏ علي إحياء الموتي وهو علي كل شيء قدير‏;‏ وأن الناس لو رأوا الريح مصفرا لظلوا من بعده يكفرون‏.‏

وتعاود السورة توجيه الخطاب إلي رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ له‏:‏ فإنك لا تسمع الموتي ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين‏*‏ وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون‏*.‏
وتؤكد الآيات أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ الذي خلق الناس من ضعف‏,‏ ثم جعل من بعد ضعف قوة‏,‏ ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة قادر علي أن يخلق ما يشاء وهو العليم القدير‏.‏

وتكرر سورة الروم الحديث عن الساعة وأهوالها‏,‏ وعن موقف كل من المجرمين والذين أوتوا العلم والإيمان فيها‏,‏ وتؤكد أن معذرة الذين ظلموا لن تنفعهم يومئذ ولا هم يستعتبون‏;‏ ويقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ أنه قد ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل‏,‏ ويوجه الخطاب مرة أخري إلي خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بقوله‏(‏ عز من قائل‏):...‏ ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون‏*‏ كذلك يطبع الله علي قلوب الذين لا يعلمون‏*.‏
وتختتم السورة بتثبيت خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بوصية من الله‏(‏ تعالي‏)‏ له بالصبر حتي لا يستخفنه الذين لا يوقنون من الكفار والمشركين‏,‏ فإن وعد الله بنصره ونصر المؤمنين حق‏.‏

والآيات الكونية التي استشهدت بها سورة الروم علي صدق ما جاء بها من حقائق العقيدة وقواعدها وأسسها ما يلي‏:‏
‏(1)‏ خلق الأنفس بالحق‏.‏
‏(2)‏ خلق السماوات والأرض وما بينهما بالحق وأجل مسمي‏.‏
‏(3)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده‏,‏ وهو أهون عليه‏,‏ وله المثل الأعلي في السماوات الأرض‏,‏ وأن إليه يرجع الخلق كله‏.‏
‏(4)‏ إخراج الحي من الميت‏,‏ وإخراج الميت من الحي‏,‏ وإحياء الأرض بعد موتها وضرب ذلك مثلا لبعث الخلق‏.‏

‏(5)‏ خلق الإنسان من تراب‏.‏
‏(6)‏ خلق الإنسان في زوجية للأنس وللراحة النفسية والسكن وللذرية‏,‏ وتأسيس هذه العلاقة علي أسس من المودة والرحمة‏,‏ وجعل الخلق كله في زوجية حتي يتفرد الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بالوحدانية المطلقة فوق كافة خلقه‏.‏
‏(7)‏ اختلاف ألسنة وألوان الخلق‏.‏
‏(Cool‏ إعطاء الإنسان القدرة علي النوم بالليل‏(‏ وهو الأصل‏)‏ أو بالنهار‏(‏ وهو الاستثناء للضرورة‏)‏ وعلي ابتغاء فضل الله‏.‏
‏(9)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ يري البرق للمخلوقين خوفا وطمعا‏.‏

‏(10)‏ إنزال الماء من السماء فيحيي الله‏(‏ تعالي‏)‏ به الأرض بعد موتها‏.‏
‏(11)‏ قيام السماء والأرض بأمر الله‏(‏ تعالي‏).‏
‏(12)‏ بعث الأجداث من الأرض بدعوة من الله‏(‏ تعالي‏).‏
‏(13)‏ خضوع وقنوت كل من في السماوات والأرض لله‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏
‏(14)‏ أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له‏.‏

‏(15)‏ ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره‏....‏
‏(16)‏ الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله‏....‏
‏(17)‏ الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو القدير العليم‏*.‏
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة مستقلة‏,‏ ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي النقطة السادسة عشرة التي تفصل تكوين السحب الطباقية‏,‏ ولكن قبل الخوض في ذلك لابد من استعراض عدد من أقوال المفسرين في شرح هذه الآية الكريمة‏.‏

من أقوال المفسرين




الاتجاهات الرئيسية للرياح حول الارض

في تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):‏
الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون‏.(‏ الروم‏:48)‏
ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:‏ يبين تعالي كيف يخلق السحاب‏,‏ الذي ينزل منه الماء‏,‏ فقال تعالي‏Sad‏ الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا‏)‏ إما من البحر أو مما يشاء الله عز وجل‏,(‏ فيبسطه في السماء كيف يشاء‏)‏ أي يمده فيكثره وينميه‏,‏ ينشئ سحابة تري في رأي العين مثل الترس‏,‏ ثم يبسطها حتي تملأ أرجاء الأفق‏,‏ وتارة يأتي السحاب من نحو البحر ثقالا مملوءة كما قال تعالي‏Sad‏ وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتي إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت ـإلي قولهـ كذلك نخرج الموتي لعلكم تذكرون‏),‏ وكذلك قال هاهنا‏Sad‏ الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا‏),‏ قال مجاهد‏:‏ يعني قطعا‏,‏ وقال الضحاك‏:‏ متراكما‏,‏ وقال غيره‏:‏ أسود من كثرة الماء تراه مدلهما ثقيلا قريبا من الأرض‏,‏ وقوله تعالي‏Sad‏ فتري الودق يخرج من خلاله‏)‏ أي فتري المطر وهو القطر‏,‏ يخرج من بين ذلك السحاب‏(‏ فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون‏)‏ أي لحاجتهم إليه يفرحون بنزوله عليهم ووصوله إليهم‏....‏
وجاء في عدد من التفاسير الأخري من مثل‏:‏ الجلالين‏,‏ الظلال‏,‏ صفوة البيان في معاني القرآن‏,‏ المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏,‏ وصفوة التفاسير‏(‏ جزي الله كاتبيها خير الجزاء‏)‏ كلام مشابه‏,‏ لا أري ضرورة لاسترجاعه هنا‏.‏

من دلالات الآية الكريمة في ضوء المعارف المكتسبة




صورة حقيقية للمزن الطباقية

يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏
الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فتري الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون‏(‏ الروم‏:48)‏
وفي هذه الآية الكريمة ست حقائق علمية سبق القرآن الكريم كل المعارف الإنسانية بالإشارة إليها من قبل ألف وأربعمائة سنة ويمكن إيجازها فيما يلي‏:‏

أولا‏Sad‏ الله الذي يرسل الرياح‏):‏




رسومات تخطيطية توضح بعض الانواع الرئيسية للسحب

تعرف الرياح بأنها خلايا من الهواء المحيط بالأرض تتحرك حركة مستقلة عن الحركة العامة للغلاف الغازي الذي يدور مع الأرض كجزء منها‏.‏
والغلاف الغازي للأرض يقدر سمكه بعدة آلاف من الكيلو مترات‏;‏ وتقدر كتلته بنحو الستة آلاف تريليون طن‏;‏ ويقع أغلب هذه الكتلة‏(99%‏ منها‏)‏ دون ارتفاع خمسين كيلو مترا فوق مستوي سطح البحر‏,‏ وعلي ذلك فإن حركة الرياح تكاد تتركز أساسا في هذا الجزء السفلي من الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وإن أمكن إدراكها إلي ارتفاع‏65‏ كيلو مترا فوق مستوي سطح البحر‏.‏

ويدور الغلاف الغازي للأرض مع هذا الكوكب كجزء منه بصفة عامة إلا أن كل كتلة من كتل هذا الغلاف الغازي تحتفظ بكمية حركة دوران مستقلة تجمعها عند كل خط من خطوط العرض‏,‏ وتتوقف مقادير هذه الحركة المستقلة علي بعد كتلة الغاز عن محور الأرض‏,‏ وعلي ذلك يكون أعلاها في المنطقة الاستوائية‏,‏ وأقلها في المنطقة القطبية‏;‏ وعلي هذا الأساس تنحرف الرياح التي تهب نحو خط الاستواء تجاه الغرب والتي تهب بعيدا عنه تجاه الشرق بصفة عامة‏.‏
وأعلي سرعة للرياح تقع فوق نطاق الرجع مباشرة‏,‏ الذي يتراوح سمكه بين ستة عشر‏(16)‏ كيلو مترا فوق خط الاستواء‏,‏ وعشرة كيلو مترات‏(10)‏ فوق القطبين‏,‏ وبين سبعة‏(7)‏ وثمانية‏(Cool‏ كيلو مترات فوق خطوط العرض الوسطي‏,‏ ولذلك فإن الرياح عندما تتحرك من خط الاستواء في اتجاه القطبين فإنها تهبط فوق هذا المنحني الوسطي‏,‏ فتزداد سرعتها‏,‏ هذا بالإضافة إلي أن دوران الأرض حول محورها من الغرب إلي الشرق يعطي محصلة شرقية لحركة كتل الهواء في المناطق المعتدلة‏,‏ ومحصلة غربية في المناطق الاستوائية‏,‏ مما يزيد من سرعان هذه الرياح العليا زيادة ملحوظة تعطيها اسم التيارات النفاثة‏.‏ وهي أحزمة تكاد تغلف الأرض‏,‏ يتدفق فيها الهواء بصورة متنقلة وسريعة وغير مستقرة‏.‏

وبالإضافة إلي ذلك فإن الصفات الطبيعية للكتل الهوائية المتجاورة مثل درجة الحرارة‏,‏ الضغط الجوي‏,‏ درجة الرطوبة والشفافية وغيرها تتباين علي المستويين الأفقي والرأسي مما يؤدي إلي تحرك الرياح من مناطق الضغط المرتفع إلي مناطق الضغط المنخفض‏,‏ ففي المنطقة الاستوائية حيث تتعامد أشعة الشمس أغلب العام‏,‏ يتكون حزام من الضغط المنخفض يعرف باسم منطقة الركود تهب عليها الرياح من مناطق الضغط المرتفع حول كل من المدارين‏(‏ مدار السرطان ومدار الجدي‏)‏ أي من الشمال ومن الجنوب وتعرف باسم الرياح التجارية وهذه الرياح عند مرورها فوق البحار والمحيطات تتشبع ببخار الماء الذي تبخره حرارة الشمس من المسطحات المائية‏,‏ ويصل إلي الهواء من تنفس وإفرازات كل من الإنسان والحيوان‏,‏ ومن نتح النبات‏;‏ وعندما يصل هذا الهواء المشبع ببخار الماء إلي المنطقة الاستوائية ترتفع درجة حرارته فتقل كثافته مما يعين علي ارتفاعه إلي أعلي حيث الانخفاض المستمر في كل من الضغط ودرجة الحرارة فيعين ذلك علي تكثف بخار الماء وتكون السحب‏.‏
وفي المنطقتين المداريتين يهبط الهواء البارد من أعلي إلي أسفل لكثافته‏,‏ فترتفع درجة حرارته‏,‏ ويفقد رطوبته‏,‏ فيزداد الجفاف وتنتشر الصحاري‏.‏

أما عند القطبين فإن برودة الجو تؤدي إلي تكوين منطقتين من مناطق الضغط المرتفع تهب منهما الرياح الباردة المعروفة باسم الشرقيات القطبية‏;‏ وبين كل من قطبي الأرض والمنطقتين المداريتين توجد منطقة ضغط منخفض في المنطقتين المعتدلتين متجهة إليها رياح رطبة دافئة تعرف باسم الغربيات السائدة‏,‏ وعند التقاء الغربيات السائدة بالشرقيات القطبية يرتفع الهواء الرطب الدافئ إلي أعلي فوق الهواء البارد الجاف مثيرا لتكون السحب بإرادة الله‏(‏ تعالي‏).‏
وبالإضافة إلي هذه الخلايا الرئيسية التي تكون الدورة العامة للرياح‏,‏ هناك مرتفعات ومنخفضات جوية تتم علي نطاق أصغر فتزيد من تعقيد الصورة‏,‏ وبعضها عارض مؤقت‏(‏ وليس ثابتا في مكان محدد‏,‏ لكنه يتحرك من مكان إلي آخر‏),‏ وبعضها ثابت محدد‏.‏

وتنجم التغيرات في الضغط الجوي أساسا عن التغيرات في كم الحرارة الذي يصل إلي الأجزاء المختلفة من سطح الأرض في أثناء دورانها حول محورها المائل علي دائرة البروج بزاوية مقدارها ست وستون درجة ونصف تقريبا أمام الشمس‏;‏ وعلي ذلك فإن مناطق الضغط المختلفة ـومن ثم حركة الرياحـ تتبع الوضع الظاهري للشمس‏,‏ فنجدها تنزاح نحو الشمال في فصل الصيف‏,‏ ونحو الجنوب في فصل الشتاء‏.‏
وعلي ذلك فإن الجزء السفلي من الغلاف الغازي للأرض إلي ارتفاع‏(65)‏ كيلو مترا فوق مستوي سطح البحر يقسم أفقيا ورأسيا إلي عدد من الكتل الهوائية التي تتمايز عن بعضها بعضا في عدد من صفاتها الطبيعية من مثل درجات الحرارة والرطوبة والضغط والشفافية‏,‏ والمهيمن علي هذه الكتل الهوائية في نشأتها‏,‏ وتصريفها هو الإرادة الإلهية التي تضع كلا منها لفترة محددة فوق مساحة معينة من سطح الأرض‏,‏ سواء كان ذلك من اليابسة أو الماء‏,‏ لأن الهواء السائد لمدة كافية فوق أية مساحة من الأرض لا يلبث أن يتأثر بخصائصها الطبيعية‏(‏ خاصة درجات الحرارة والرطوبة والشفافية‏)‏ بسمك يتباين بتباين طول مكثها فوق تلك المساحة الأرضية‏.‏ وعند إزاحة تلك الكتل الهوائية إلي مناطق أخري بواسطة تصريف الله‏(‏ تعالي‏)‏ للرياح‏,‏ فإنها تحمل معها صفاتها من الحرارة أو البرودة‏,‏ والرطوبة أو الجفاف فتؤدي إلي التقلبات الجوية‏.‏

ويتكون علي السطح الوهمي الفاصل بين كل كتلتين من هذه الكتل الهوائية المتباينة في صفاتها الطبيعية ما يسمي باسم الجبهات الهوائية‏,‏ وهي مناطق تفاعل جوي نشط‏,‏ فإذا التقت كتلتان من الهواء فإن الدافئة منهما تعلو فوق الباردة‏,‏ ويتكون بينهما منطقة انتقالية هي منطقة الجبهة الهوائية التي تحول دون اختلاطهما‏.‏
والنتيجة هي قيام دورة عامة للرياح حول الأرض تبلغ من الدقة والتعقيد والانتظام ما لا يمكن لعاقل أن يرده لغير الله الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ فإن فهمنا لبعض السنن الحاكمة للدورة العامة للرياح حول الأرض لا يخرجها عن كونها من جند الله‏,‏ يسخرها بإرادته ومشيئته‏,‏ ومع فهمنا لبعض تلك السنن فإن حيودا كثيرة تطرأ عليها ولا يمكن ردها إلا إلي الإرادة الإلهية التي تصرف الرياح حسب علم الله وحكمته‏;‏ فالله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الذي يرسل الرياح‏,‏ وهو الذي يصرفها كيف يشاء‏,‏ ولا يمكن لأحد أن يتحكم في حركة الرياح غيره‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ والسنن التي نراها حاكمة لتلك الحركة هي من صنع الله وتدبيره‏,‏ وهي أيضا محكومة بعلم الله‏,‏ وحكمته وإرادته‏;‏ ومعرضة للتغيير والتحويل في كل وقت‏,‏ وليس أدل علي ذلك من التقلبات الجوية‏,‏ والتغير في مناخ المناطق الأرضية المختلفة من زمن إلي آخر من أزمنة الأرض‏.‏

ثانيا‏Sad‏ فتثير سحابا‏):‏
يلعب بخار الماء العالق في طبقات الغلاف الغازي المحيط بالأرض دورا مهما في نشأة جميع الظواهر الجوية باستثناء العواصف الرملية‏;‏ فعندما تسطع الشمس فوق المسطحات المائية فإن حرارتها تبخر جزءا من هذا الماء الذي يرتفع ليعلق بالأجزاء الدنيا من الغلاف الغازي المحيط بالأرض‏,‏ والذي يندفع إليه أيضا كميات أخري من بخار الماء عن طريق تنفس وإفرازات أجساد كل من الإنسان والحيوان‏,‏ وبخر ونتح النباتات‏.‏
ويقدر ما يرتفع من بخار الماء سنويا من الأرض إلي غلافها الغازي بنحو‏(380.000)‏ من الكيلو مترات المكعبة‏,‏ وتحمل الرياح هذا الكم الهائل من بخار الماء علي هيئة السحب‏,‏ وبنسبة أقل علي هيئة درجات متفاوتة من الرطوبة‏,‏ لتعيده مرة أخري إلي الأرض حسب تصريف الله تعالي فيما يعرف باسم دورة الماء حول الأرض‏,‏ التي بدونها كان كل ماء الأرض عرضة للفساد والتعفن لكثرة ما يموت فيه من الكائنات‏.‏

وتحمل السحب نحو‏20%‏ فقط من الرطوبة‏(‏ الماء‏)‏ الموجودة في الغلاف الغازي للأرض‏,‏ ويوجد الماء بها علي هيئة قطيرات صغيرة جدا لا يكاد طول قطرها يتعدي الميكرون الواحد‏(‏ أي‏0.001‏ من الملليمتر‏)‏ وتلتصق هذه القطيرات المائية بالهواء للزوجتها ولقدرة الماء الفائقة علي التوتر السطحي‏,‏ وذلك في السحب غير الممطرة‏,‏ فإذا تلقحت تلك السحب بنوي التكثف المختلفة‏(‏ من مثل هباءات الغبار والهباب والأملاح وغيرها من شوائب الهواء‏),‏ أو بامتزاج سحابتين مختلفتين في صفاتهما الطبيعية‏,‏ فإن مزيدا من عملية تكثف بخار الماء يؤدي إلي نمو قطيرات الماء في السحب مما يزيد من إمكان إنزالها المطر أو البرد أو الثلج أو خلائط منها بإذن الله‏(‏ تعالي‏).‏
فعندما يتكثف بخار الماء في الهواء‏,‏ ويتحول إلي قطيرات من الماء أو إلي بللورات دقيقة من الثلج أو من خليط منهما يتكون كل من السحاب‏,‏ والضباب‏,‏ والندي‏,‏ والصقيع وغيرها من الظواهر الجوية‏;‏ وكل من الندي والضباب ينجم عن التبريد بالإشعاع في أثناء الليل‏,‏ بينما يمكن أن يتبرد الهواء بالتوصيل الحراري‏,‏ أو بالمزج مع هواء أبرد‏,‏ أو بالانتشار والتمدد‏;‏ وتتطلب عملية تكثف بخار الماء الموجود في الهواء عموما استمرار التبريد حتي تصل درجة الحرارة إلي مستوي التشبع‏(‏ نقطة الندي‏),‏ وعندها يصير الهواء غير قادر علي حمل كل ما به من بخار الماء فيتكثف جزء منه علي هيئة قطيرات الماء‏.‏

وتتكون السحب نتيجة لتكثف بخار الماء في الهواء الدافئ الرطب‏,‏ ويتم ذلك بتبريد هذا الهواء بالتقائه مع جبهة باردة‏,‏ أو بارتفاعه إلي أعلي فوق الجبهة الباردة‏,‏ أو بارتطامه بسلاسل جبلية عالية تعين علي ارتفاعه إلي مستويات عليا‏;‏ وفي كل الأحوال يكون إرسال الرياح وتصريفها بمشيئة الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو الوسيلة الفاعلة في شحنها بالرطوبة‏,‏ وفي حركة الهواء الرطب أفقيا ورأسيا‏,‏ ومن ثم إثارة السحب بمختلف أنواعها‏,‏ ويعين في ذلك كل من حرارة الشمس‏,‏ وتضاريس سطح الأرض‏,‏ ودوران الأرض بميل واضح حول محورها من الغرب إلي الشرق‏,‏ والجاذبية الأرضية‏,‏ وتدرج معدلات الضغط بين كتل الهواء المختلفة‏,‏ وكل من الكهربية والمغناطيسية الجويين‏,‏ وعمليات المد والجزر الهوائيين في المستويات المرتفعة‏,‏ والرياح الشمسية التي تهب علي الأرض‏,‏ وغيرها من العوامل‏,‏ ولذلك فإن إنزال المطر من السحب لا يزال قضية غير مفهومة علميا بالتفصيل‏,‏ لتداخل العديد من العوامل المؤثرة والتفاعلات غير المعروفة فيها والتي لا يمكن ردها إلا إلي الإرادة الإلهية‏...!!!‏ فسقوط المطر لا يزال سرا من أسرار الكون التي لم يستطع الإنسان أن يفهمها بالكامل إلي يومنا الراهن ونحن نعايش نهضة علمية وتقنية لم يسبق لجيل من البشر أن وصل إلي مستواها‏...!!‏

وتقسم السحب في نطاق الرجع عادة حسب ارتفاعاتها إلي ثلاث مجموعات كما يلي‏:‏
‏(1)‏ سحب منخفضة‏:‏ وتمتد من سطح البحر إلي ارتفاع كيلو مترين تقريبا‏.‏
‏(2)‏ سحب متوسطة الارتفاع‏:‏ وتمتد من كيلو مترين إلي سبعة كيلو مترات فوق مستوي سطح البحر‏.‏

‏(3)‏ سحب مرتفعة‏:‏ وتمتد من ارتفاع سبعة كيلو مترات فوق مستوي سطح البحر إلي ارتفاع ثلاثة عشر كيلو مترا تقريبا‏.‏
كذلك تقسم السحب حسب طرائق تكونها إلي سحب تنمو رأسيا وتعرف باسم السحب الركامية‏(‏ وتصفها الآية الثالثة والأربعون من سورة النور وصفا تفصيليا مع كل الظواهر المصاحبة لها‏),‏ وسحب تنمو أفقيا وتعرف باسم السحب الطباقية وتصفها الآية التي نحن بصددها وهي الآية رقم‏48‏ من سورة الروم وصفا بالغ الدقة في الإحكام والروعة في الإيجاز‏).‏

وبالمزاوجة بين الأساسين السابقين تمكن علماء الأرصاد الجوية من التعرف علي عشر مجموعات رئيسية من السحب علي النحو التالي‏:‏
‏(‏أ‏)‏ السحب المنخفضة‏:‏
وتقسم إلي أربع مجموعات هي‏:‏
‏(1)‏ السحاب الطباقي المنبسط الخفيض أو الرهج
‏(Stratus).‏
‏(2)‏ السحاب الركامي الطباقي
‏(Stratocumulus).‏
‏(3)‏ السحاب الركامي المنخفض أو الخفيض ويعرف عند العرب باسم القرد
‏(Cumulus).‏
‏(4)‏ المزن الركامية‏(‏ الركام المزني‏)‏ ويعرف عند العرب باسم الصيب
‏(Cumulonimbus).‏

‏(‏ ب‏)‏ السحب المتوسطة‏:‏
وتقسم إلي ثلاث مجموعات هي‏:‏
‏(1)‏ السحاب الركامي المتوسط
‏(Altocumulus).‏
‏(2)‏ السحاب الطباقي المتوسط
‏(Altostratus).‏
‏(3)‏ المزن الطباقية
‏(Nimbostratus).‏

‏(‏ جـ‏)‏ السحب المرتفعة‏:‏
وتقسم إلي ثلاث مجموعات هي‏:‏
‏(1)‏ السحاب الرقيق المرتفع ويعرف عند العرب باسم القزع
‏(Cirrus).‏
‏(2)‏ السحاب الركامي المرتفع أو السمحاق الركامي
‏(Cirrocumulus).‏
‏(3)‏ السحاب الطباقي المرتفع أو السمحاق الطباقي
‏(Cirrostratus).‏
وتقع السحب الطباقية عادة في المستويين الأدني والأوسط من نطاق الرجع‏,‏ ونادرا ما تصل إلي مستوياته العليا‏,‏ وعلي العموم يهبط مستوي تكون كل أنواع السحب عن هذه المستويات المتوسطة فوق القطبين‏,‏ وتزيد عنها في المناطق الاستوائية‏;‏ ويندر تكون السحب في نطاق التطبق لندرة الرطوبة فيه بصفة عامة‏.‏

ثالثا‏Sad‏ فيبسطه في السماء كيف يشاء‏):‏
عندما يرسل الله‏(‏ تعالي‏)‏ الرياح فتدفع بكتلة من الهواء الدافئ الرطب فوق كتلة من الهواء البارد‏,‏ أو تدفع بكتلة من الهواء البارد تحت كتلة من الهواء الرطب الدافئ‏,‏ فإن الهواء الدافئ القليل الكثافة يطفو فوق الهواء البارد الكثيف في الحالتين‏,‏ فيتمدد ويبرد‏,‏ ويبدأ ما به من بخار الماء في التكثف علي هيئة قطيرات من الماء‏,‏ فتتكون مجموعات من السحب المنخفضة غالبا‏,‏ التي تنتشر انتشارا أفقيا في صفحة السماء علي هيئة طباقية تمتد إلي عشرات الكيلو مترات المربعة في المستوي الأفقي‏,‏ وبسمك لا يتجاوز عدة مئات من الأمتار‏,‏ ولذا تعرف باسم السحب الطباقية
‏(StratiformorLayeredClouds).‏
وهذه السحب الطباقية تدفعها الرياح في اتجاه أفقي عمودي علي اتجاه جبهتها‏,‏ فتزودها بمزيد من بخار الماء‏,‏ فيكون انتشارها أساسا في هذا الاتجاه الأفقي‏,‏ ولكن نظرا لاختلاف درجات الحرارة في داخل هذه السحابة الأفقية الممتدة إلي عشرات الكيلو مترات يحدث بداخلها تيارات حمل خاصة عند اصطدامها ببعض تضاريس الأرض‏,‏ ولذلك فهي عادة ما تكون من أكثر أنواع السحب توزعا في السماء‏,‏ وتهيئة لإنزال المطر بإذن الله‏,‏ ويكون إمطارها علي مساحات شاسعة من سطح الأرض‏;‏ ولعل هذا هو المقصود من الوصف القرآني الدقيق الذي يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ فيبسطه في السماء‏.‏

رابعا‏Sad‏ ويجعله كسفا‏):‏
عندما تتكون السحب الطباقية يرسل الله‏(‏ تعالي‏)‏ الرياح لتلقحها بنوي التكثف مما يعين علي مزيد من نمو قطيرات الماء فيها‏,‏ ويجعلها مهيأة لإنزال المطر بإذن الله‏.‏
وتتخلق السحب الطباقية عادة عند التقاء كتلة من الهواء الرطب الدافئ مع كتلة من الهواء البارد‏,‏ أو عند اصطدام تلك الكتلة الهوائية الرطبة بتضاريس سطح الأرض‏;‏ وعند ذلك يحدث بداخل تلك السحب الطباقية التي تنتشر أساسا في الاتجاه الأفقي بعض عمليات الرفع إلي أعلي مما يحدث تيارات حمل رأسية بداخلها تؤدي إلي تمزيقها إلي عدد كبير من القطع المتجاورة‏;‏ ولعل هذا هو المقصود بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ ويجعله كسفا أي قطعا‏.‏

خامسا‏Sad‏ فتري الودق يخرج من خلاله‏):‏
تتكون السحب الطباقية عادة من قطيرات الماء في أجزائها السفلي‏,‏ ومن قطيرات الماء شديد البرودة في أجزائها العليا حيث تصل درجة الحرارة إلي ما دون الصفر المئوي بنحو عشر درجات‏.‏ ومن المعروف أن هذا النوع من السحب لا يتكون بداخله البرد ولا يصاحبه البرق والرعد‏.‏
وتظل قطرات الماء في السحب الطباقية تنمو بالتكثف أو بالتصعيد أو بهما معا إلي حد معين حين تتوقف عمليات التكثف‏.‏

ولكي تنزل قطرات الماء من خلال السحابة علي هيئة المطر لابد من نموها إلي أحجام وكتل تسمح بسقوطها بفعل بالجاذبية الأرضية‏,‏ كما تسمح بتحملها لعمليات البخر في أثناء هذا النزول في الهواء غير المشبع بين السحابة وسطح الأرض‏(‏ بمتوسط سرعة في حدود سنتيمتر واحد في الثانية‏)‏ حتي تصل إلي سطح الأرض علي هيئة رذاذ أو مطر‏.‏
وفي العمر العادي للسحابة فإن قطرات الماء لا يمكنها أن تنمو بالتكثف وحده إلي الحجم المطلوب‏(‏ عشري الملليمتر في طول القطر علي الأقل‏)‏ ولكن يشاء الله‏(‏ تعالي‏)‏ أن يجعل من تصادم هذه القطرات والتحامها مع بعضها البعض في أثناء نزولها ما يعين علي الوصول إلي الحجم والكتلة المطلوبين لنزولها من السحابة ومرورها بسرعة أعلي في عمق الهواء غير المشبع تحت السحابة مما يعين علي تقليل كمية التبخر منها‏.‏

كذلك فإن في الأجزاء العليا من السحب الطباقية يمكن أن يتجمد بخار الماء مباشرة كما قد يتجمد عدد من قطيرات الماء شديدة البرودة علي هيئة بللورات من الثلج تنمو بسرعة مكونة رقائق من الثلج الذي ينزل في اتجاه الأرض فينصهر متحولا إلي قطرات الماء قبل الوصول إليها‏.‏
ولم يستطع العلم إلي يومنا الراهن أن يفسر عملية إنزال المطر من السحاب تفسيرا كاملا خاصة أن العديد من السحب تحمل الصفات نفسها وتوجد تحت نفس الظروف الطبيعية والمناخية ويمطر بعضها ولا يمطر البعض الآخر‏,‏ وعلي ذلك فإن المطر يعتبر سرا من أسرار الكون لم يستطع الإنسان أن يفهمه تماما‏,‏ وقد رده القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة إلي الإرادة الإلهية‏,‏ ومن هنا جاءت الومضة النورانية السادسة في هذه الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون فالحمد لله الذي أنزل القرآن الكريم أنزله بعلمه والصلاة والسلام علي النبي الخاتم الذي تلقاه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه‏,‏ ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏.‏










http://amoralsdek.blogspot.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى