الموميـــاء
هذه الموميـاء توجـد في المتحـف البـريـطاني تحـت رقـم ( 22542 ) وهي عبارة عن تابـوت داخلـي دقيـق الصنـع لموميـاء مصـرية ,, كانـت إحـدى أفـراد العائـلة المالكـة ,, ومن عـداد الكاهنـات ,, وقصـة هـذا التـابـوت كمـا دونتـها ســجلات المتحـف البـريـطاني تثـيـر العجـب ,, وتـدل على نبـوغ المصريين في أعمـال الســحر التـي يبـقـى مفعـولـها وأثـرها هـذه المــدة مـن آلاف الســـنيـن ..
فقـد اشــترى مـن مصـر هذا التـابـوت المسـتر " دوجــلاس مواري " لنقلـه إلى منـزله بلنـدن ,, وقد وقـع لهـذا الشـخص ولكلّ مـن اتصـل بهـذا التـابوت فواجع ومصائب حتى تخلصوا منه بهديته إلى المتحف البريطاني ..
ففـي يـوم شـراء التـابـوت وبينـما كان المسـتر " دوجلاس " ينظـف مسـدسـه انطلقت منه رصاصـة أصابته في فخـذه الأيسـر الأمـر الذي اسـتـدعى إجــراء عمليـة جراحيــة له أودت بحياته أثنـاء عملـها ..
وكان قبـل إجـراء العمليـة أوصـى رفاقـه الذين اصطـحـبوه لزيـارة مصـر , ويدعى المستر " هوبلي " أوصـاه بأنـه في حـالـة حـدوث أي حـادث له أثـناء العمليـة فعلـى المستر " هوبلي " المذكـور أن يسـلم التابــوت إلى شـقيقـته الكائـنة بشارع " بيكر " بلندن .. واستعدّ المستر " هوبلي " لتنفيذ وصية صديقه ,, فحمل التابوت إلى بور سعيد تمهيدا لنقله بالباخرة إلى لندن .. ولكن عند وصوله إلى بور سعيد وجد برقية من لندن في انتظاره تخطره بموت شقيقه مقتولا
وعنـدما وصـل إلى لنـدن ,, وقبـل أن يسـلم التـابـوت لشـقيقتـه المستر " دوجلاس " وقـع أحـد أنجـاله ولم يبـلغ الرابعـة مـن عمـره من نافـذة المنـزل ودقّ عنقـه .. وعنـدما اسـتلمت شـقيقـة دوجلاس هـذا التـابـوت في إحدى أركـان الصـالة ,, ومن اللحظـة التي حلّ فيـها بالمنـزل توالـت المصــائب ..
فيـوم اســتلامها للتـابـوت ماتـت طفلتـها أثـنـاء عبـورها الطريق ,, وهي في طريقـها للمدرســة إثـر اصطدام سـيارة بـها .. وبعـد أسـبوع تـوفـي زوجـها منتـحـرا على وفـاة ابنتـه ,, وســاءت أمـورها الماليـة .. ..
فانزعجـت وفقـدت أعصـابها ,, واسـتدعت المنجـميـن والوســطاء ومحضـري الأرواح الذين أجمعـوا على أن وجـود هذا التـابـوت بمنـزلها سـيتسـبب عنـه مصـائب متتاليـة لا يمكـن منعـها ,, فارتـعـدت فرائـضـها واتصـلت بالمتـحـف البـريـطـاني لنـقـله إليـه هــدية منـهـا ..
وأثـناء حمـل التـابـوت لوضعـه في المكان المخـصص له بالمتـحف تهكـم أحـد الحماليـن ,, وهـزأ بعقليـة مواطنيـه الإنكـليـز الذين يعتـقـدون في خـرافة الفـراعنـة ومخلفـاتـهم البـاليـة التي يخصـصـون لهـا متحـفا خاصـا ليعمـل فيـه أبنـاء بلدتهـم كالخـدم .. وما إن اسـتقر التـابـوت مكـانه حتـى أصيب هـذا الحمّال بآلام حادة جعلتـه يتـلوى بضـع دقـائـق ,, ثـم ســقط ميـتـا بجـوار التـابـوت ..
واهتـم جميـع المشــتغلين بالآثـار المصـرية بإنجـلتـرا بأمـر هـذا التـابـوت وشـكلوا لجنـة للبحـث في مشـكلته ,, وكلفـت هـذه الجنـة بـدورهـا شـركة " هـ . أ . مانسـل " للتصـوير الفـوتوغرافـي بالتقـاط جملة صـور لهـذا التـابـوت من زوايـا مختـلفة ,, وأرسـلت الشـركة منـدوبـها لالتقـاط الصـور المطلوبـة وأنجـز مهمتـه ,, وعـاد إلى الشـركة ليجـد مأمـورية أخـرى في انتـظاره ,, فذهـب إليهـا وعنـد عودته إلى الشـركة أصيـب في حـادث بتـرت على إثـره أصـابع يـده اليمنـى ,, وأصبـح عاجـزا عـن التـصويـر ..
وعنـدما طبعت صـور التـابـوت وجـد منقـوشـا على أحد جانبيـه صـورة آنسـة أو شـابة صغيـرة السـن بملابس الكهنـة ,, وقـد علت ملامحـها أمـارات الغضـب والشـر ,, وبسـؤال كلُّ مـن رأى التـابـوت أو اتصـل به قبـل تصـويـره أقرَّ الجميـع بأنهـم لـم يشـاهـدوا بتـاتا أيـة صـورة من أي نوع على أي جزء فيـه ..