الأدب العربي من أقدم الآداب العالمية ، وقد مر بعصور كان لكل منها ملامح أدبية تميزه عن غيره ، وقد بدأت بالجاهلي فالإسلامي ثم العباسي الذي بلغ فيه الأدب قمة الرقي والازدهار نتيجة امتزاجه بالحضارات والثقافات الإنسانية المختلفة من فارسية وهندية ويونانية ورومانية0
• في أواخر العصر العباسي تبدلت حالة الدولة من القوة إلى الضعف والانهيار في كل المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مما أدى إلى ضعف الحياة الثقافية 0
• ثم تعرضت بغداد سنة 1258 ودمشق سنة 1260 لهجمات التتر على يد " هولاكو " الذي قضى على الخلافة العباسية ، وهدم دور العلم ، وأحرق المكتبة البغدادية ، وألقى بألوف المخطوطات التي تضم أمهات الكتب التي تحوي التراث العربي في النهر ليعبر بجيشه عليها 0
• ثم جاء " تيمور لنك " لينتقم لهزيمة جده " هولاكو " في موقعة عين جالوت فغزا الحواضر الثقافية العربية الثلاث : دمشق ، وبغداد ، والقاهرة ، وفعل بهما ما فعله جده " هولاكو " 0
• وكان من الطبيعي نتيجة لهذه الأحداث أن تضعف الحياة الثقافية والأدبية ، وبخاصة الشعر ، في الوطن العربي 0
• ثم بدأ العصر المملوكي (1250 – 1517) حين كانت مصر والشام دولة واحدة يحكمها المماليك ، وكان الأدب فيه متراوحا بين الضعف والقوة ، وإن غلبت عليه جوانب الضعف فكراً وأسلوباً ، لا نجد فيه إلا أغراضاً تقليدية محدودة ، وأفكاراً سطحية تخلو من العمق والغزارة ، مألوفة للعامة ، نفتقد فيه ذاتية الأديب ، وصدق الأحاسيس والمشاعر ، وصوره سطحية لا تمثل الجو النفسي 0
• ثم بدأ العصر التركي " العثماني " ( 1517- 1798) وذلك بعد انهيار دولة المماليك أمام الغزو العثماني 0
• وهذا العصر كان امتداداً سيئاً للعصر المملوكي ، وانحط فيه الشعر وانتهى إلى الموت 0
وكان من أهم الأسباب التي أدت إلى ضعفه وانحطاطه ما يأتي :
1- فقد الشعر قصور الخلفاء والأمراء التي كان يعتمد عليها ويعيش على تشجيعها ، بعد أن انتقلت هذه القصور إلى الآستانة عاصمة الخلافة العثمانية 0
2- كان الحكام أتراكا وجراكسة لا يحسنون فهم اللغة العربية ولا يتذوقون أدبها 0
3- عمَّ الجهل ، وشاع الفقر والظلم والاستبداد 0
4- حُرِمَتْ مصر والعالم العربي من مصادر ثقافتها وتعليمها ، بإغلاق المدارس ونقل العلماء والأدباء أصحاب الفن والحرف ، ونفائس الكتب وذخائر التراث إلى الآستانة لتكون مركزاً للحضارة والإشعاع الثقافي0
5- إلغاء ديوان الإنشاء ، وفرض اللغة التركية لغة رسمية طمعاً في تتريك العالم العربي 0
لكل هذه الأسباب لم يجد الشعراء مَنْ يتذوق شعرهم أو يشجعهم على الإجادة فيه ، فانصرفوا عن التجديد والابتكار ، واتجهوا إلى التقليد والتكرار حتى أصبح الشعر كالجسد الهامد في حاجة إلى مَنْ يمنحه القدرة على الحس والنبض ، وينقله من حالة الانهيار والجمود إلى البعث والإحياء
عصر النهضة الحديثة
سقطت الخلافة التركية ، وأخذ العرب يتخلصون من عوامل الضعف ، وبدأت طلائع النهضة مع أواخر القرن الثامن عشر مسيرتها لتحمل الشعر إلى مرحلة جديدة " العصر الحديث " ولتعيد إليه قوته وأصالته ، وليصبح ترجمة صادقة للمجتمع الذي يعيش فيه الشاعر 0
ففي عام 1798 خرجت مصر من عزلتها التي فرضها عليها الأتراك وذلك بقدوم الحملة الفرنسية التي نبهت الأذهان وأتاحت لها الفرصة للاطلاع على عالم جديد 0
اتجه محمد علي والي مصر إلى :
1- إرسال البعثات إلى أوروبا0
2- إنشاء المدارس العالمية لإعداد الفنيين0
3- استقدام المعلمين والخبراء من الخارج0
4- أنشأ جيشاً قوياً لتحقيق طموحه في التوسع0
كما بدأ الاهتمام بالتراث العربي ، وأخذت المطابع في نشره حتى بعثته ونشرته بعد غياب طويل
وظهر أثر ذلك في شعر الشعراء التقليديين أمثال : الشيخ علي أبو النصر – والساعاتي – والخشاب 0
الشعر ومدارسه الأدبية
1- مدرسة الإحياء والبعث
"الاتباعية – الكلاسيكية الجديدة"
* الظروف التي أدت إلى نشأتها :-د
1- الضعف الذي سقط فيه الشعر طوال العصر العثماني حتى أصبح جامدا لا حياة فيه ، وانفصل عن الحياة والمجتمع .
2- نمو الوعي القومي والتطلع إلى مسايرة حركة التطور .
3- انفصال الشعر والشعراء عن المجتمع ومشكلاته ، والبعد عن أحداث العصر .
4- إحياء التراث العربي القديم الذي يعتبر المنهل الحقيقي للغتنا الجميلة .
* ما المقصود بالإحياء والبعث ؟
• يقصد بهذا التعبير عودة الروح لجسد هامد ، أو ترد له الحياة بعد أن فارقته أو كادت ،فيبعث إلى الدنيا من جديد ،
نابض القلب واعي الحس .
والشعر العربي قبل عصر النهضة كان جسدا هامدا ، لا حياة فيه ، منعزلا عن الحياة والمجتمع ، مستسلما إلى حالة من الجمود حتى تردى في أغلال الضعف والانحطاط والتخلف .
دور البارودي في إحياء الشعر الحديث
وظل الشعر على هذه الحالة من السوء طوال العصرين المملوكي والعثماني حتى جاء رب السيف والقلم ، الفارس الشاعر محمود سامي البارودي (1838-1904) الذي قاد حركة البعث الجديدة والتي استطاعت أن تجعل الماضي يرتد إلى الحاضر ، وأن تبعث إلى الحياة أروع النماذج في تراثنا الأدبي ، فبدأت العيون تتفتح على ثروة فكرية وأدبية هائلة ، خلفها لنا أسلافنا الأولون ، فنشطت عملية إحياء لأمهات الكتب العربية القديمة ونشرها في الناس .
يقول البارودي في صراحة :-
تكلمت كالماضين قبلي بما جرت به عادة الإنسان أن يتكلمــا
فلا يعتمدني بالإســـاءة غافـــــل فلا بد لابن الأيك أن يترنما
- أحس البارودي بالوعي بعظمة مصر والتراث العربي ، ورأى أن الشعر الجيد يكمن فيما قبل عصور التخلف
والجمود "المملوكي والعثماني" فالتفت إلى الماضي ، واتجه إلى التراث العربي القديم .
- عكف البارودي على دراسة التراث الشعري القديم في عصور ازدهاره "الجاهلي والأموي والعباسي" وأخذ ينهل منه حتى غنيت ذاكرته بالنماذج الشعرية الشامخة لفحول الشعراء أمثال امرؤ القيس ، والنابغة ، وأبي تمام والبحتري ، والمتنبي ، وابن زيدون ، فوقف أمامها يحاكيها ويعارضها ، ولكنه لا يقلدهم ، كأنه يتنافس معهم حول المعاني والأخيلة ، معتمدا على نقاء ذهنه ، وفطرته السليمة ، وقراءته وحفظه جيد الأشعار ،وتلقيه العلم على يد أستاذه الشيخ حسين المرصفي .
- وبذلك استطاع أن يعبر بالشعر من عصور انحطاطه إلى القوة، وأن يبعث فيه الروح ليصبح شعرا حيا يخاطب العقل والوجدان .
- كما أثبت البارودي أن الضعف الذي طرأ على شعرنا عبر القرون السابقة له ، كان راجعا لضحالة اللغة عند الشعراء أنفسهم ، ولأسباب غريبة على لغتنا ، وليس راجعا لضعف لغتنا .
• ومن قول البارودي الذي يدل على إحساسه بالدور الذي قام به في إحياء الشعر :-
ولي من بديع الشعر ما لو تلوتـــه على جبل لانهال في الدو ريده
إذا اشتد أورى زنده الحرب لفظه وإن رق أزرى بالعقود فريــده
- فالبارودي يرى أن شعره رائع ، فائق الحسن ، شديد التأثير .
- ثم يقرر أن شعره إذا اشتد أوقد نار الحرب ، وإذا رق فلق العقود والقلاقل واحتقرها .
مظاهر التجديد في شعر البارودي
1- من حيث الألفاظ والعبارات واللغة :
• ارتقى بالكلمة والعبارة من الضعف والابتذال إلى الجزالة والرصانة وقوة التركيب ، والعناية بالأسلوب وجماله .
• ابتعد بها عن الصناعة اللفظية المتكلفة .
• مال إلى الوضوح ، وابتعد عن التعقيد والغموض .
2- من حيث الموضوعات :
• ابتعد البارودي بموضوعاته عن التكرار والسطحية ، واتجه إلى التجدد والتنوع .
• التعبير عن الحياة المعاصرة ، وأحداث العصر ، والقضايا القومية ، كما يعبر عن ذاته ، وشخصيته وحياته ، وهذا من مظاهر الأصالة في شعره .
• ابتعد بموضوعاته عن الأمور الشخصية التافهة إلى الأمور العامة التي تقدم للإنسان زادا من خلال خبرته الإنسانية وتجاربه مع الحياة ممتزجة بالعاطفة .
• فهو يشكو زمنه والمنافقين من حوله ، ويصف الطبيعة ، والحروب والمعارك وأهوالها ، ويتحرق شوقا لمصر في منفاه ، ويحض على البطولة والإقدام ، ويصف الليل والنيل ، ويرثي والده وزوجته وابنه ، ويتغزل ، ويكتب في السياسة والوطنيات .
• وكلها موضوعات تنطلق من تفاعله مع أحداث عصره ومجتمعه .
يقول في شكوى الزمن والمنافقين من حوله :
أنا في زمان غادر ومعاشر يتلـــونون تلون الحرباء
ويقول حزنا على شبابه المولي :
كيف لا أندب الشباب وقد أصـ ـبحت كهلا في محنة واغتراب
ويقول وهو في منفاه يتشوق لمصر :
لولا مكابدة الأشواق ما دمعت عين ولا بات قلب في الحشا يجب
3- من حيث الخيال :
انتقل بالخيال الشعري من الضيق والسطحية إلى التحليق في سماوات الشعر يدير عدسته الشعرية في الآفاق معتمدا على حواسه ، فيجعل من التشبيهات بالاستعارات والكنايات لوحات متحركة مرئية ومسموعة وملموسة .
يقول :
تعرض لي يوما فصورت حسنه ببلورتي عيني في صفحة القلب
4- من حيث العاطفة :
انتقل بالعاطفة من البرود والجفاف إلى الحيوية والحركة الذاتية
5- من حيث الموسيقا :
حافظ على وحدة الوزن والقافية ،فجاءت الموسيقا ذات رنين قوي أخاذ .
• البارودي رائد الإحياء والبعث :
هكذا ارتفع صوت البارودي وحده بين شعراء العروبة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، رصينا في عباراته ،قويا في ألفاظه ، جزلا في تراكيبه ، صافيا في أخيلته ، فسمعوا منه شعرا غير ما ألفوه من نظم تافه في العصور السابقة . لذلك كان البارودي رائدا لمدرسة الإحياء والبعث التي سيطرت على الذوق العربي قرابة قرن ، وأصبح له تلاميذ يسيرون على نهجه .
- ومن الرعيل الأول الذي سار على درب البارودي من شعراء مصر : إسماعيل صبري ، وأحمد شوقي ، وحافظ إبراهيم ، ومحمد عبد المطلب ، وأحمد محرم .
- ومن شعراء العراق :عبد المحسن الكاظمي ، الزهاوي ، الرصافي .
- ومن شعراء سوريا : شكيب أرسلان .
- ومن الأجيال التالية : علي الجارم ، ومحمد الأسمر ، وعزيز آباطه ،..... وغيرهم .
خصائص مدرسة الإحياء والبعث
• تقليد القدماء في موضوعاتهم من مدح ، ورثاء ، وغزل ، وفخر .
• تعدد الأغراض في القصيدة ، فهي تنتقل من غرض لآخر ، وبدء القصيدة بالنسيب على عادة القدماء.
• القصيدة تقوم على وحدة البيت ، أي يكون البيت وحده أو مع بضعة أبيات مستقلا عن سائر أبيات القصيدة .
• العناية بالأسلوب وبلاغته ،وروعة التركيب ، وجلال الصياغة الشعرية ، وحسن انتقاء اللفظ ، مما جعل الجانب البياني يتغلب أحيانا على المضمون الفكري والمعنى الشعري .
• اقتباس المعاني والأخيلة والصور والموسيقا من فحول الشعراء القدامى ، من ذكر الأطلال والخيام ، واستعارة الألفاظ من القدماء كعيــون المهــا . ومن ذلك قول البارودي :
خليلي هل طال الدجى ؟ أم تقيدت كواكبه ، أم ضل عن نهجه الغد ؟
• حافظت على وحدة الوزن والقافية .
التطوير
* سار تلاميذ البارودي على نهجه ، وتكون من هؤلاء جميعا جيل أخذ يطور الاتجاه الذي أرسى البارودي دعائمه .
- وقد ساعدهم على ذلك أن الحياة قد تغيرت أمامهم :
1- أتيح لهم الانفتاح على الثقافة الغربية ، سواء بمعرفتهم اللغات الأجنبية ، أو اختلاطهم بالأجانب ، أو بقراءتهم المترجمات .
2- نمو الوعي الوطني والقومي مما جعلهم يعتزون بتراثنا وماضينا العريق .
3- إيمانهم بفكرة الجامعة الإسلامية رمزا لوحدة المسلمين في مواجهة الاحتلال والتنديد بمظالمه ، والحث على الثورة مناهضة الاستعمار . يقول حافظ في حادثت دنشواي :
إنما نحن والحمام سواء لم تغادر أطواقنا الأجيـــــــــــادا
لا تقيدوا من أمة بقتيل صادت الشمس نفسه حين صادا
4- موقفهم من القصر الحاكم ، ومن جوانب الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ومن القضايا التي سيطرت على مجتمعهم مثل :الدستور ، وحرية الصحافة ، وتعدد الأحزاب ، ووحدة الأمة ، وإنشاء الجامعة ، والدعوة إلى تحرير المرأة ، مما جعلهم يسجلون كل ذلك في شعرهم .
* ماذا أضاف تلامذة البارودي إلى منهجه ؟
- إن شعراء مدرسة الإحياء لم يقعوا نهائيا في أسر القصيدة العربية القديمة شكلا ومضمونا .
- لقد تمسكوا بروح القصيدة العربية القديمة وشكلها العام ، وبطريقة الأداء وبالصيغ والتراكيب اللغوية وبالمعجم الشعري القديم .
- ولكنهم أضافوا وزادوا على ما بدأه رائدهم البارودي ما يأتي :
1- كانوا يرتبطون بقضايا مجتمعهم السياسية والوطنية والاجتماعية ، ويعبرون عن موقفهم من هذه القضايا ، وكانوا بهذا ممثلين لصوت الجماعة ، ومن هنا اكتسب شعرهم رواجا عظيما لما كان له من تأثير بالغ في نفوس الناس .
– كما تناولوا في شعرهم ما يتصل بالشئون الخارجية للعالم الإسلامي ، معبرين عن روح عصرهم اجتماعيا وثقافيا وفكريا وأخلاقيا . ومن ثم تمثلوا " الكلاسيكية الجديدة " .
2- اهتموا بالناحية البيانية ولم يقتصروا على المحاكاة ، بل اهتموا بجلال الصياغة ، وروعة البيان ، وحلاوة الموسيقا .
3- عبروا عن الجوانب التي تمس حياتهم الخاصة وتجاربهم الذاتية .
4- نوعوا في أغراضهم وابتكروا المعاني .
5- ارتبطوا بالصحافة التي ظهرت وانتشرت فأصبح أسلوبهم سلسا سهلا وبذلك ازدادوا قربا من الجماهير .
• فشعراء الإحياء والبعث قد واءموا بين اتجاهين :-
1- الأخذ من التراث العربي القديم .
2- الالتفات إلى ثقافة العصر .
جيل التطوير
• أحمد شوقي
تهيأت لشوقي ظروف ساعدته على أن يقوم بدوره في تطوير المدرسة الكلاسيكية الجديدة :
1- ثقافته الأوروبية وسفره إلى الغرب .
2- سافر إلى فرنسا ودرس الحقوق وأتقن اللغة الفرنسية مما أتاح له الاطلاع على مظاهر التجدد في الشعر الفرنسي ، عند أعلامه : فيكتور هوجو ، ولامرتين ، ودى موسيه .
3- شاهد المسارح الأوروبية وجالس شعراء الغرب .
4- ثقافته التركية .
5- تأثره بالجمهور والنقاد والحركة الوطنية0
• كل هذه الظروف أتاحت لشوقي فرصة تطوير ما بدأ البارودي :
1- عدل عن المديح واتجه إلى التاريخ المصري والعربي والإسلامي ، يستخلص العبرة من الماضي، لكي يقدمها دروسا يثري بها الحاضر والمستقبل
يقول عن التاريخ الذي يتخذ منه معلما وهاديا :
غـال بالتاريخ واجعل صحفه من كتاب الله في الإجلال قابـا
- ومن أشهر قصائده " كبار الحوادث في وادي النيل " ومطلعها :
همت الفــلك واحتواها الماء وحــــداها بمن تـــقل الرجـــاء
- وترجع عنايته بالشعر التاريخي إلى تأثره بهذه النزعة في الأدب العربي . يقول عن الطائرة :
أعقاب في عنان الجو لاح أم سحاب فر من هوج الرياح .
3- اتجه إلى الشعر المسرحي ، حتى كان أول رائد للمسرحية في الشعر العربي ، وقد أضاف بالمسرحية الشعرية إلى الشعر العربي حلقة كانت تنقصه ،
ومن أشهر مسرحياته : علي بك الكبير، قمبيز، مصرع كليوباترا، عنترة، مجنون ليلى ، الست هدى، أميرة الأندلس "
ومن أجل ذلك كله استحق شوقي لقب أمير الشعراء .
• أحمد محرم :
- حاول أحمد محرم أن يطوع الشعر العربي للقصص التاريخي الحماسي في مطولة " ديوان مجد الإسلام " التي يطلقون عليها الإلياذة الإسلامية سنة 1933 .
- فإليه يرجع الفضل في أنه مهد الطريق لفن جديد في شعرنا وهو الشعر القصصي أو الشعر الملحمي
- فتلامذة البارودي خطوا بالشعر خطوة نحو التطور ، بعد أن أرسى لهم أساس هذا التطور .
ولكنهم لم يتخلوا عن القديم كلية .
- نراهم يبدأون قصائدهم بالغزل ،كقول حافظ في مدح البارودي :
تعمدت قتلهم في الهوى وتعمدا فما أثمت عيني ولا لحظه اعتدى
ثم يتخلصون من الغزل إلى الغرض من القصيدة ،أو يصفون الأطلال مقلدين القدماء ، كقول شوقي:
أنـــادي الرسم لو ملك الجـــــوابا وأفــــديه بدمعي لو أثـــــابــــا
- طغت المناسبات على أشعارهم تبعاً لانشغالهم بقضايا عصرهم المتعددة 0
ما يأخذه النقاد عليهم :
- اهتمامهم بشعر المناسبات ، والمحافل ، والمجاملات 0
- ومع ذلك لا ننكر عليهم فضل البعث والإحياء وتطوير الشعر العربي 0
لماذا يتمسك الإحيائيون بالتراث العربي ؟
ظل شعراء الإحياء والبعث ملتفتين إلى الوراء ، يترسمون الماضي ويحاكونه ، محافظين على القصيدة العربية في إطارها القديم ، ومتمسكين بتقاليدها الشعرية ، ومستعيرين مادتها الأدبية 0
كل ذلك فخراً بتراثهم ، واعتزازاً بإحيائه وبعثه بعد غيبته الطويلة ، ومواجهة للهجمة الاستعمارية التي كانت تجاهد للقضاء على الشخصية العربية الإسلامية 0
المدارس الرومانسية
مدرسة خليل مطران
مدرسة الديوان
مدرسة أبوللو
مدرسة المهجر
الرومــــــانســــــــــية
الرومانسية هي أدب العاطفة والخيال
وتعرف هذه المدرسة باسم المدرسة الرومانسية أو المدرسة الابتداعية ، لأنها ابتدعت نهجاً جديداً في الشعر 0
• وقد نشأت الرومانسية كرد فعل لسيطرة النزعة العقلية التي جاءت بها الكلاسيكية ، فكانت الرومانسية أدب العاطفة والخيال0
• وقد تمثلت النزعة الرومانسية العربية في مدرستين معاصرتين هما :
1- داخل الوطن العربي ، وقد مرت بثلاث مراحل :
• مدرسة مطران
• مدرسة الديوان
• مدرسة أبوللو
2- خارج الوطن العربي ، وهي مدرسة المهاجر
الرومانسية داخل الوطن العربي
ظهرت مع بداية هذا القرن على يد خليل مطران ، ثم روَّجت لها جماعة الديوان ، ثم أكدتها جماعة أبوللو
العوامل التي أدت إلى ظهورها :
1- تغير الظروف السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية في الوطن العربي
2- الاستجابة للنزعات التحررية ونمو الوعي القومي وتحرير الوجدان
3- التمرد على المنهج الكلاسيكي للقصيدة من حيث المضمون والشكل
4- الرغبة في التجديد حتى يكون الشعر أكثر قرباً من النفس
5- التأثر بالشعراء الرومانسيين في الغرب أدى إلى تغير مفهوم الشعر
أولاً : مدرسة مطران
مولد جيل جديد
* راد البارودي حركة الإحياء والبعث في الشعر العربي الحديث ى، وتبعه جيل التطوير الذي سار
على نهجه وأخذ يطور ما بدأه البارودي والذي تمثل في الكلاسيكية الجديدة
* ظهر بعد ذلك جيل جديد ، نظر فوجد الشعر على يد سابقيه :
- قد أكثر من الارتداد إلى القديم ومحاكاته ، ومعارضته0
- شغلته المجاملات والمناسبات0
- انصرف عن نفس الشاعر وتجربته وأحاسيسه0
- اهتم اهتماماً كبيراً بالصياغة على حساب المعنى والفكر والوجدان0
- لم يهتم بالوحدة العضوية
* نظر هذا الجيل فوجد أنّ الشعر العربي مازال في حاجة إلى مزيد من التطوير ، وكان أول من قاد
حركة التطوير الجديدة خليل مطران0
مطران رائد الرومانسية
يعتبر مطران رائد الرومانسية في الوطن العربي لما يأتي :
أ) ظروف حياته الخاصة :
1- نشأته الأولى في أحضان الطبيعة الساحرة في وطنه لبنان كان لها اثر في اتجاهه إلى مفاتن الطبيعة والاندماج بها 0
2- استعداده الخاص للنزعة الرومانسية الحزينة ، لأنه كان جياش العاطفة ، مرهف الحس0
3- رحيله إلى فرنسا فراراً من الاضطهاد التركي أتاح له الاطلاع على الشعر الفرنسي والروماني0
ب) فلسفته في الحياة :
1- ميله إلى تحليل العواطف الإنسانية ، والخواطر المضطربة ، والاتصال بالطبيعة ، وحب الجمال والخير والمثل الأعلى 0
2- كان يرى أن شعرنا يجب أن يكون مماثلاً لتصونا وشعورنا0
تطور القصيدة على يد مطران :
حافظ مطران على شكل القصيدة القديم من حيث :
1- الوزن الواحد والقافية الواحدة0
2- جزالة الألفاظ ، ورصانة العبارة 0
3- يستمد بعض الصور من التراث القديم0
ولكنه طور القصيدة من حيث :
1- أصبحت القصيدة تجربة شعورية تجمع بين مشاعر قائلها والمستمعين إليها أو قارئيها 0
2- الوحدة الفنية بحيث أصبحت القصيدة بناء عضوياً متماسكاً ترتبط أجزاؤها ارتباطاً يتمثل في وحدة عضوية لا في وحدة البيت 0
3- أصبح للخيال دور في التصوير 0
4- أصبحت اللغة حيّة نابضة رقيقة تبتعد عن الغرابة والغموض 0
5- أُدخل بعض التجديد على الوزن والقافية 0
إن كان مطران بدأ هذا الاتجاه الجديد إلاّ أنه لم يدعُ إليه علانية خوفاً من مواجهة الإحيائيين ، ولم يدافع عنه حين احتدمت المعركة الأدبية بينهم وبين جماعة الديوان 0
ثانياً : مدرسة الديوان
• كان شعر مطران ، يمثل نزعة جديدة ، حملت إلى الشعر كثيرا من عناصر التجديد في مضمونه ،
وفي أدائه ، وفي روحه بشكل عام 0
• لقيت هذه النزعة استجابة قوية عند ثلاثة من الرواد الذين قادوا حركة التجديد في شعرنا الحديث ،
هم : عبد الرحمن شكري ، عباس محمود العقاد ، إبراهيم عبد القادر المازني 0
• وكانت دعوتهم تمثل استجابة قوية لنزعة مطران ، ولكن تأثرهم الأكبر كان بالشعراء والكتاب
الرومانسيين الإنجليز بعكس مطران الذي تأثر بالرومانسية الفرنسية
• من أشهر كتبهم " الديوان في الأدب والنقد " الذي أصدره العقاد المازني سنة 1921 ، وبه سمي
ثلاثتهم " جماعة الديوان " أو " شعراء الديوان " أو " مدرسة الديوان " 0
ما الذي جمع بين الشعراء الثلاثة ؟
تآلف الشعراء الثلاثة : شكري ، والعقاد ، المازني ، وجمع بينهم اعتزازهم بالثقافة العربية ، وتأثرهم بالرومانسية الإنجليزية ، فعـــبروا بصـدق عن مأســاة جيلهم ، واتجهوا في شعرهم إلى الذات الإنسانية ، وجنحوا إلى الخيال 0
ما الأسباب التي دفعتهم إلى الاتجاه إلى الطبيعة ؟
- هؤلاء الشعراء الثلاثة كانوا يمثلون السباب العربي الذي مرّ أوائل القرن العشرين بأزمة خانقة فرضها الاستعمار على بلادنا ، ناشرا الفوضى والجهل والفقر ، محاولاً بكل إمكاناته القضاء على الشخصية العربية الإسلامية وتحطيمها 0
- هؤلاء الشباب بإمكاناتهم الضعيفة في مواجهة المستعمر لم يجدوا مجالاً لنمو شخصيتهم الإنسانية ، بالتحرر من الاستعمار ، وتحمل المسئولية في بلادهم 0
- من هنا اصطدمت آمالهم وطموحاتهم مع الواقع الاستعماري البغيض ولم يجدوا ما يهون عليهم هذا الخطب ، إلا أن يهربوا من عالم الواقع المؤلم إلى الأحلام والأوهام ، ويعيشون في عالم من صنع خيالهم ، ويلجأوا إلى الطبيعة يبثونها آمالهم الضائعة ويأسهم من الحياة ، ويتأملوا في الكون يتعمقون أسرار الوجود 0
موقف شعراء الديوان من شعراء الإحياء والبعث
• اختلفت نظرة جماعة الديوان إلى الشعر عن نظرة الإحيائيين :
- فالإحيائيون ينظرون إلى الخلف ، إلى القديم ويعيشون في ظلاله 0
- وشعراء الديوان ينظرون إلى الأمام يستلهمون ذواتهم ، وخيالاتهم ، وعواطفهم ، وأحداسهم ، ويعبّرون عن مأساة عصرهم
- ومن هنا اخذوا يهاجمون الإحيائيين ، وفي مقدمتهم شوقي ، وحافظ ، والرافعي ، وكان أكثر كتابتهم
شهرة وقسوة كتاب " الديوان في الأدب والنقد " الذي أصدره العقاد المازني سنة 1921 ، وبه سُمي
ثلاثتهم بجماعة الديوان 0
وقد تحدد موقف جماعة الديوان إزاء الإحيائيين فيما يلي :
1- أخذوا عليهم ، اتخاذ النماذج البيانية القديمة مثلاً أعلى لهم في شعرهم ، وطغيان هذا الجانب البياني على المضمون والفكرة 0
2- لم يقبلوا منهم ، اهتمامهم الزائد بشعر المناسبات والمحافل والبعد عن تصوير خلجات النفس 0
3- أخذوا عليهم ، الاهتمام بقشور الأشياء وظواهرها 0
4- هاجموهم ، لعدم وضوح شخصياتهم الشعرية في شعرهم ، وبخاصة في معارضاتهم الشعر القديم ، وفي شعرهم الغيري 0
5- عابوا عليهم ، إهمالهم الوحدة العضوية في شعرهم ، وتعدد الأغراض في القصيدة 0
6- نقدوا مبالغاتهم وعدم وضوح الصدق في شعرهم
خصائص جماعة الديوان
جمعت بين الشعراء الثلاثة الخصائص الآتية :
1- جمعوا بين الثقافتين العربية والإنجليزية0
2- طمحوا إلى الآفاق ، واستهدفوا المثل العليا ، ولكن طموحاتهم وآمالهم تجاوزت واقع عصرهم 0
3- يتمثل مفهوم الشعر عندهم في أنه : تعبير عن النفس الإنسانية ، وما يتصل بها من تأملات فكرية ، ونظرات فلسفية0
4- أنكروا وحدة البيت ، ودعوا إلى تحقيق البناء العضوي للقصيدة بحيث تكون القصيدة كائن حي لكل جزء فيه وظيفته ومكانه ، وبذلك تكون القصيدة بناء حياً لا تتعدد أغراضه ولا تتنافر أجزاؤه تحت عنوان يضمها في وحدة عضوية0
5- وضوح الجانب الفكري ، مما جعل الذهنية تكثر في أشعارهم فطغى الجانب العقلي على الجانب العاطفي 0
6- التأمل في الكون ، والتعمق في أسرار الوجود 0
7- الصدق في التعبير ، والبعد عن المبالغة 0
8- البعد عن المناسبات ، والموضوعات السياسية والاجتماعية 0
9- لم يستعيروا المادة الأدبية القديمة ، وتخلصوا من تأثير الأدب القديم ، واستخدموا لغة العصر 0
10- سيطرت عليهم مسحة الحزن ، والألم ، والتشاؤم ، واليأس في شعرهم 0
11- البناء الموسيقي للقصيدة :
- عدم الاهتمام بوحدة الوزن والقافية ، لأنهم رأوا في الوزن الواحد والقافية الموحدة رتابة مملة للسامع ، فدعوا للشعر المرسل الذي لا يلتزم القافية الموحدة ، بل ينتهي كل بيت من القصيدة بقافية خاصة ؛ ومع ذلك التزموا القافية الموحدة في معظم أشعارهم 0
- يقول العقاد منوعا في القافية :
أسائل أمنا الأرضــا ســـــؤال الطفل للأم
فتخبرني بما أفضى إلــى إدراكـــه علمي
جــــزاها الله من أم إذا مــا أنجـــبت تئــد
12- اهتموا بتعمق الظواهر إلى جوهرها ، مما جعل الفكر يسبق الشعور عندهم 0
13- كان سابقوهم يهتموا بوضع عنوان للقصيدة ، ولكنهم تجاوزوا ذلك إلى وضع عنوان للديوان
كله ، ليدل على الإطار العام للديوان كما نجد في " عابر سبيل " للعقاد ، و " أزهار الخريف "
لشكري0
14- من حيث الموضوعات :
- استحدثوا موضوعات جديدة لم تكن مألوفة من قبل 0 من ذلك " رثاء المازني نفسه "
و " رجل المرور " و " الكواء " للعقاد
- وديوان العقاد " عابر سبيل " موضوعات متعددة عن الحياة 0
- يقول المازني في قصيدته " الإنسان والغرور " :
أقم وادعاً واصبر على الضيم والأذى فإنــــك إنسان وجـــــدك آدم
وهبك على الدنيـــــا سخطت وظلمها أتملك دفع الظلم والظلم
نهاية جماعة الديوان :
* فشل الشعراء الثلاثة في صداقتهم بع فترة ، وانقضت جماعتهم بعد أن هاجم شكري المازني لاختلافهما في بعض القضايا الأدبية ، ومال العقاد إلى جانب المازني
* توقف شكري عن قول الشعر بعد صدور ديوانه السابع " أزهار الخريف " عام 1918، وخلد إلى العزلة 0
* أما المازني فقد انصرف عن قول الشعر ، بعد صدور ديوانه الثاني عام 1917 ، وفضل كتابة القصة ، والمقال الصحفي 0
* أما العقاد فبقي وحده ممثلاً لهذا الاتجاه ، وجعل للشعر المقام الثاني من اهتمامه الأدبي –في أخريات عمره – بعد كتاباته السياسية ، والاجتماعية ، والأدبية ، والإسلامية0
* وتتلمذ على يد العقاد أدباء مثلوا الاستمرار لهذا الاتجاه منهم : محمود عماد ، عبد الرحمن صدقي ، على أحمد با كثير ، وغيرهم0
سؤال : لخّص العقاد موقف أدباء الديوان من الثقافتين الشرقية والغربية بقوله : " إنهم يشعرون بشعور الرقي ، ويتمثلون العالم كما يتمثله الغربي " ماذا يقصد بذلك ؟
يريد العقاد بذلك أن شعراء الديوان قد مزجوا بين الثقافة العربية والثقافية الغربية وبخاصة الإنجليزية ، فهم يشعرون بما يشعر به الشرقي ، أي يشعرون بمأساة عصرهم وبما يدور في مجتمعهم ، ولكنهم لا يعيشون في ظلال القديم ، وإنما تمثلوا ذلك كله كما يتمثله الغربي ، فاستلهموا ذواتهم ، وخيالاتهم ، وعواطفهم ، وأحداسهم ، وعبروا ن مأساة عصرهم ، واتجهت أقلامهم إلى الاستقلال ، ورفعوا غشاوة الرياء وتحرروا من يود الصناعة
سؤال : ما معنى كل من : وحدة البيت والوحدة العضوية ؟
• وحدة البيت :
أي أن القصيدة تقوم على وحدة البيت بحيث يكون البيت وحده أو مع بضعة أبيات مستقلاً عن سائر أبيات القصيدة ، وبذلك قد تنفصم الصلة المعنوية بين البيت وسابقه أو تاليه 0
• الوحدة العضوية :
المقصود بالوحدة العضوية أو الوحدة الفنية أن تكون القصيدة بنية حية متكاملة وليست قطعاً متناثرة ، يجمعها إطار واحد
أو هي تماسك القصيدة في ترابط فكري وشعوري تتصل به أجزاؤها دون تناقض أو تنافر وهي بهذا المفهوم تشمل وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي0
وقد حرصت المدرسة الرومانسية والمدرسة الواقعية على الوحدة العضوية 0
ثالثاً : مدرسة أبوللو
ظهرت سنة 1930 بعد مدرسة الديوان ، وقد تأثر شعراؤها بمطران وبمدرسة الديوان ، وبمدرسة المهجر ، ولذلك يعتبر شعراء أبوللو آخر مراحل الحركة الرومانسية وقمة نضوجها 0
وكان رائدها أحمد زكي أبو شادي ، ومن شعرائها في مصر إبراهيم ناجي ، وعلى محمود طه ، وفي الشام عمر أبو ريشة ، وفي تونس أبو القاسم الشابي 0
الظروف إلى أدت إلى نشأتها
1- ظهرت هذه المدرسة في بداية العقد الرابع من القرن العشرين بعد أن احتدمت المعركة الأدبية بين شعراء الديوان وشعراء الإحياء ، وبع أن انفرط عقد مدرسة الديوان بتوقف عبد الرحمن شكري عن قول الشعر ، وانصراف المازني إلى الصحافة والقصة والمقال ، وانشغال العقاد بأنواع الفكر والأدب وأصبح الشعر عنده في المرتبة الثانية ، وبعد أن غرق شعر الديوانيين في المبالغة الذهنية الجافة والتفلسف 0في هذا الواقع الشعري ظهرت مدرسة أبوللو
2- اتخذت هذه المدرسة من مطران أباً روحياً لها ، وأفادت منه ومن الصراع الأدبي بين الإحيائيين وجماعة لديوان ، ومما نشره شعراء الديوان من شعر ونقد ، مما جعلها تتجه إلى التجديد والاهتمام بالعاطفة الجياشة
3- تأثر شعراؤها بالشعر الرومانسي الأوروبي ، وبخاصة الإنجليزي نتيجة ثقافتهم ، وإجادتهم اللغات الأجنبية ، واطلاعهم على الآداب الأوروبية الروسية0
4- تأثر شعراؤها بأدب المهجر وبخاصة شعر " جبران خليل جبران " مما جعل شعرهم يتجه وجهة عاطفة حادة 0
5- أحس شعراؤها باستقلال الشخصية ، وبالحركة الفردية ، وتشبعوا بروح الثورة التحررية منذ إحساسهم بثورة 1919 ضد الاحتلال الأجنبي0
6- اقترن شعر هذه المدرسة بظهور مجلتها " أبوللو " التي ظهرت سنة 1932 ، وتكونت جمعية أبوللو في العام نفسه
السمات الفنية لمدرسة أبوللو
1- اتجهت التجربة الشعرية إلى النواحي الذاتية الفردية وابتعدت عن القضايا العامة0
2- الحنين إلى مواطن الذكريات0 يقول ناجي متذكراً دار أحبابه :
هـــذه الكعبــة كنـــــا طائفيها والمصلــــــين صبــــاحاً ومســـاءً
كم سجدنا وعبدنا الحسن فيها كيـــف بــالله رجعنــــا غربــــــاء
3- استعمال اللغة استعمالاً جديداً في دلالات الألفاظ والمجازات ولصور
- فنرى في شعرهم ألفاظاً مثل : العطر القمري ، الأريج الناعم ، وراء الغمام ، الملاح التائه ، الأنفاس المحترقة
- ويميلون في تصويرهم إلى تجسيد المعنويات ، أي تحويلها من التجريد إلى الحسية ، كقول ناجي :
ذوت الصبـــــابة وانطــــوت وفـرغـــت متتن آلامــــــــها
عـــادت إلّــي الذكـــــــــــريا ت بحشــــــدها وزحامــــها
- كما يميلون إلى التشخيص ، أي يخلعون على الجماد صفات الإنسان يقول الهمشري :
فنسيم الماء يسرق عطراً من رياض سحيقة في الخيال
- استخدام الرمز ، والميل إلى الكلمات الرشيقة مثل " عروس ، عيد ، عطر " أو الكلمات الأجنبية والأساطير مثل : " الكرنفال ، أوزوريس ، فينوس " 0
- كذلك اهتموا بالتصوير كتصوير " النخلة ن والنور ن والريح ، والصور الأسطورية "0
- حب الطبيعة والواقع بجمالها ، ومناجاتها ، والهروب إليها ، وتحمل دواوينهم وقصائدهم أسماء تدل على تعلقهم الشديد بالطبيعة مثل ك أطياف الربيع ، عودة الراعي ، أغنيات على النيل ، المساء الحزين ، من أغاني الرعاة
-الإغراق في العاطفة الصادقة ، والميل إلى الحزن والتشاؤم والاستسلام للآلام والأحزان واليأس ، كما نرى في عنوان ديوان محمود حسن إسماعيل : أين المفر 0
التجديد في شكل القصيدة
أدخل شعراء أبوللو قدراً كبيراً من التجديد على شكل القصيدة يتمثل فيما يأتي :
1- حرروا القصيدة من وحدة القافية ، وذلك بتعدد القوافي في القصيدة الواحدة ، وتنوع عدد التفاعيل في الشطر الواحد
2- تقسيم القصيدة على مقاطع ، تتعدد قوافيها ، وأوزانها ، وكل مقطع يمثل وحدة بنائية معنوية ، تحل محل وحدة البيت في القصيدة التقليدية ، وهم متأثرون في ذلك بشعر الموشحات الأندلسية 0
3- تخليص القصيدة من الموسيقا الصاخبة ، والميل على الموسيقا الهادئة المنسابة ن وذلك بكتابة القصائد المجزوءات في بحور الرمل ن والخفيف ، والهزج 0
4- استخدام الشعر المرسل الذي لا يلتزم قافية ، والذي يستعمل أكثر من بحر 0
5- الالتزام بالوحدة العضوية 0
أعلام مدرسة أبوللو :
من المصريين : أحمد زكي أبو شادي ، وإبراهيم ناجي ، وعلى محمود طه ، ومحمود حسن إسماعيل ،
وصالح جودت ، وأحمد رامي
من العرب : أبو القاسم الشابي ، نازل الملائكة ، التيجاني يوسف بشير ، وتوفيق البكري 0
رابعا: مدرسة الهجر
النشأة وأثر البيئة :
• شعراء المهجر هم الشعراء العرب الذين هاجروا من بلاد الشام وخاصة لبنان سعياً وراء الرزق وطلباً للحرية ، وقد استقروا في أمريكا الشمالية ، وأمريكا الجنوبية 0
• في منتصف القرن التاسع عشر ، اضطر هؤلاء الشعراء إلى الفرار من وطنهم بسبب الاضطهاد السياسي ، والصراع المذهبي الديني ، والفقر والسعي إلى الحرية والرزق ، فهاجروا إلى الأمريكتين
• بدأت البيئة الجديدة في أوطانهم الجديدة تؤثر في أحاسيسهم ، وأدبهم ، وحياتهم ، وذلك لاختلاف الإطار الاجتماعي ، والثقافي ، والحضاري عن أوطانهم العربية ، فلم يذوبوا في وطنهم الجديد ، وأصبحوا كالمعلقين في الهواء ، ولم تحقق لهم الحياة في مهاجرهم المثل العليا ، والطموحات التي كانوا يتطلعون إليها ، وتحقيق المستوى الاجتماعي الكريم ، ولكن أعظم ما اكتسبوه في أوطانهم الجديدة هو الشعور بالحرية 0
• بدأ هؤلاء الشعراء يتجهون بشعرهم للتعبير عن حياتهم الجديدة متحررين من القيود الشعرية التقليدية نتيجة فرحتهم بالحرية وعدم اهتمامهم بالتراث العربي القديم 0
• وأدب المهاجر يمثل المدرسة الرومانسية خارج الوطن العربي ويتمثل أدب المهاجر في جماعتين أدبيتين هما :
1- الرابطة القلمية :
- وهي التي كونها الشعراء المهاجرون إلى أمريكا الشمالية ، وتأسست في نيويورك سنة 1920 ، ورائدها جبران خليل جبران ، ومن أبرز شعرائها نسيب عريضة ، وفيلسوفها ميخائيل نعيمة ، وأمير شعرائها إيليا أبو ماضي 0
- وهؤلاء الشعراء أعلنوا الثورة على الشعر القديم ، ودعوا إلى تجديد الشعر شكلاً ومضموناً 0
2- العصبة الأندلسية :
- هي التي كونها الشعراء المهاجرون إلى أمريكا الجنوبية ، وتأسست عام 1933 بالبرازيل ، ومن شعرائها رشيد خوري ، وشكر الله الجار ، وفوزي المعلوف ، وإلياس فرحات
- وهؤلاء الشعراء أكثر ميلاً إلى المحافظة على الشعر العربي القديم ، ولعل سبب ذلك راجع إلى أن أمريكا الجنوبية التي استقروا فيها كانت أشبه ما تكون بالمجتمعات الشرقية التي وفدوا منها 0
العوامل المؤثرة في أدب المهجر
هناك عدة عوامل أثرت في أدب المهجر :
1- شعورهم بالحرية
- لقد افتقدوا الحرية في أوطانهم نتيجة الاضطهاد السياسي ، ففروا منها إلى أوطانهم الجديدة ، وكان أجمل ما شعروا به واكتسبوه في الوطن الجديد هو الشعور بالحرية ، فأخذوا يناجونها ويتغنون بها ، ومن هنا تولدت الرغبة عندهم في تحرير الشعر من قيوده التقليدية ،حتى أصبح أداة طيعة للتعبير عن الإنسان الحر الجديد
يقول أمين الريحاني حين وقف أمام تمثال الحرية في أمريكا " متى تحولين وجهك نحو الشرق أيتها الحرية "
ويقول رشيد أيوب :
وحقك يا حــرية قـــد عشقتها وأنفقت عمري في هواها محارباً
لأنت منى الدنيا وغاية سؤلها وأفضـل شــــئ قـد رأتــه مناسباً
- وكانوا ينفرون من كل قيد ، حتى ولو كان قيد الحياة ، والعقل والحس والشعور 0 يقول فوزي المعلوف
أنا عبد الحياة والموت أمشـــي مكرهاً من مهـــــودها لقبوره
إن جسمي عبد لعقلي ، وعقلـي عبد قلبي والقلب عبـد شعوره
وشعــوري عبد لحسي وحسـي هو عبد الجمال يحيى بنـــوره
2- أثر البيئة الجديدة :
- لقد أثرت البيئة الجديدة في أوطانهم الجديدة في إطارها الاجتماعي والحضاري عن بلدهم لبنان ، وسيطرة الحياة العادية وطغيانها على روحانية الشرقي ، وأقلقهم ما لمسوه من تعصب جنسي ، ولوني ، وطبقي بين البشر ، كل ذلك أصابهم بالحيرة والقلق في أوطانهم الجديدة 0
يقول إيليا في قصيدته " الطين ":
نسى الطين ساعة أنـه طين حقير فصال تيهاً وعربد
وكسا الخـــز جسمه فتباهى وحوى المال كيسُهُ فتمرد
يا أخي لا تمل بوجهك عني ما أنا فحمةٌ ولا أنت فرقد
3- امتزاج ثقافتهم بالثقافة الغربية :
- لقد انتقلوا إلى أوطانهم الجديدة ومعهم ثقافتهم العربية وأدبهم العربي ، وهناك اتصلوا بثقافات أجنبية ، وبألوان أخرى من الأدب تختلف في اتجاهاتها وأساليبها عما ألِفُوه في الشرق ، وامتزجت هذه الثقافات والآداب في نفوسهم امتزاجاً أدى إلى أدب له سمات خاصة يختلف عن أدب أشقائهم في المشرق العربي ، أدب فيه ملامح من الشرق والغرب 0
4- شعورهم بالغربة وحنينهم إلى أوطانهم :
- شعورهم بالغربة وحنينهم الدائم إلى وطنهم العربي ، ومواطن ذكرياتهم مما جعلهم يشعرون بالحيرة والقلق ، ويميلون إلى النزعة الإنسانية وتهذيب نوازع الشر في الإنسان ، وإلى التأمل ، ويلجئون إلى الطبيعة يجدون فيها ملاذاً من قسوة الحياة ، ويتطلعون إلى المثل العليا ، حنيناً إلى رسوخ القيم في مجتمعاتهم الشرقية إذا ما قيست بالقيم في أوطانهم الجديدة
يقول إيليا في قصيدته " وطن النجوم ":
وطن النجوم أنا هنا حدق أتدري من أنا
أنا من طيورك بلبل غنى بمجدك فاغتنى
خصائص أدب المهجر
أ / التجديد في الموضوع
اتفقوا مع شعراء الديوان في دعوتهم إلى التجديد ، ولكنهم اختلفوا عنهم في أنهم لم يجعلوا شعرهم غارقاً في الذهنية ، بل جعلوه محلقاً مع العاطفة ، وأكثر تحرراً وانطلاقاً في معانيه وأخيلته ، أوزانه
1- النزعة الإنسانية :
- كانوا يرون أن الشعر تعبير عن موقف إنساني ، وأن له رسالة سامية ينقلها الشاعر إلى الناس ، رسالة تدعو إلى الحق والخير والجمال ، وتهذيب نوازع الشر في الإنسان ، والنزوع إلى المثل العليا ، وقد صار الحب عندهم وسيلة إلى تحقيق السلام مع النفس ، ومع الوجود ، ومع الله
يقول إيليا أبو ماضي : إن نفسا لم يشــــرق الحب فيها هي نفس لم تدر ما معناها
[center] أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي وبالــحب قـــــد عـرفت الـله
ويقول :عندما أبدع هذا الكونَ ربُّ العالمينا
ورأى كلَّ الـذي فيــــه جميلاً وثمينا
خلق الشاعر كي يخلق للناسِ عيونا
تُبْصر الحسن وتهواه حراكاً وسكونا
وزمانـــاً ومكانـا وشخوصاً وشئونـا
2- المشاركة الوجدانية :ورأى كلَّ الـذي فيــــه جميلاً وثمينا
خلق الشاعر كي يخلق للناسِ عيونا
تُبْصر الحسن وتهواه حراكاً وسكونا
وزمانـــاً ومكانـا وشخوصاً وشئونـا
- غلب عليهم استبطان الشاعر لنفسه ، وتعمقه في فهم أسرارها وخفاياها ، ومشاركته الوجدانية لمن حوله في انفعالاتهم ونوازعهم ، فيجدون في شعره صدى لعواطفهم ومتنفساً لما لم يستطيعوا التعبير عنه من خواطرهم 0
يقول إيليا أبو ماضي :
أنا لا أذكر شيئاً عن حياتي الماضية
أنا لا أعرف شيئاً عن حياتي الآتيــة
لي ذاتٌ غير أني لستُ أدري ما هية
فمتـــــى تعرف ذاتــي كنـــــهَ ذاتــي
لست أدري
3- التأمل في الكون : أنا لا أعرف شيئاً عن حياتي الآتيــة
لي ذاتٌ غير أني لستُ أدري ما هية
فمتـــــى تعرف ذاتــي كنـــــهَ ذاتــي
لست أدري
- حفل شعرهم بالتأمل في حقائق الكون والحياة ، في الخير والشر ، في الحياة والموت ، مما أتاح لخيالهم أن يجسد الأمور الوهمية ويجعلها حيّة تشاركهم حياتهم
يقول ميخائيل نعيمة : وعندما المــوت يدنــو واللحـــد يفغــر فـــاه
أغمض جفونك تبصـر في اللـحد مهد الحياة
4- النزعة الروحية : - كان من نتيجة استغراقهم في التأمل أن نشأت في شعرهم النزعة الروحية
- ويقصد بها التأمل في الحياة ، وأسرار الوجود ، والتطلعات الصوفية
- ولعل مرجع ذلك موازنتهم بين موقف الإنسان من القيم الروحية في المجتمعات الشرقية ، والقيم المادية في المجتمعات الغربية
- وقد دفعهم ذلك إلى التضرع إلى الله إلتماساً للنجاة من الحياة المادية وشرورها ، والدعوة إلى المحبة ، والتساند الاجتماعي ، والأخوة الإنسانية ، والإيثار ، والعطاء
يقول نسيب عريضة منادياً أخاه في الإنسانية :
وإذا شئت أن تســـــــير وحيداً إذا مـــا اعتــــــــرتك مني ملالـــة
فامض ، لكنْ ستسمع صوتــي صارخاً " يا أخي " يؤدي الرسالة
وسيأتيك أين كنت صدى حبي فتـــــــــدري جمــــــاله وجلالــــه
5- الاتجاه إلى الطبيعة :فامض ، لكنْ ستسمع صوتــي صارخاً " يا أخي " يؤدي الرسالة
وسيأتيك أين كنت صدى حبي فتـــــــــدري جمــــــاله وجلالــــه
- فرّوا من قسوة الحياة إلى الطبيعة يتأملونها ، ويندمجون فيها ، ويخلعون عليها الحياة حتى جسدوها وجعلوها حية متحركة في صورهم ، ومضا يصفون مشاهدها بسحبها وجداولها وصيفها وشتائها
يقول الشاعر :
رتلي يا طير ألحانك في هذي السفوح
هو ذا الليل وقد أهرم يمشي كالكسيح
ويقول إيليا : هو ذا الليل وقد أهرم يمشي كالكسيح
وكتابــــي الفضاء أقرأ فيــــه صـــوراً ما قرأتها في كتابـــــي
وصلاتي الذي تقول السواقي وغنائي صوت الصّبا في الغاب
6- الحنين إلى الوطن :وصلاتي الذي تقول السواقي وغنائي صوت الصّبا في الغاب
- كلما قست الحياة عليهم في المهجر - وكثيراً ما قست – شعروا بحنين جارف إلى وطنهم العربي ، فأذابوه شعراً رقيقاً يفيض بالحب والشوق والحنين
يقول الشاعر :
غريب أراني على ضفة كأني غيري على ضفتي
فحتى السواقي إذا نغمت كأن السواقـــي بلا نغمة
فلا أحب ســـوى قريتي ولا أريـــد ســــوى أمتي
7- الشعر القومي :فحتى السواقي إذا نغمت كأن السواقـــي بلا نغمة
فلا أحب ســـوى قريتي ولا أريـــد ســــوى أمتي
- كان من نتيجة حنينهم إلى وطنهم العربي أن عاشوا أحداث الوطن الأم ، وشاركوا أمتهم العربية في أفراحها وآلامها وانتصاراتها وهزائمها ، ودعوا إلى نهضتها وتقدمها وبذلك صاغوا شعراً قومياً
يقول رشيد سليم الخوري ، شاعر القومية العربية في المهجر :
زعــــم الأغرار أنّي شاعر ضيّق الآفاق محـــــــدود الحدود
وستبلـــى وطنياتـــــي التي رفلتْ منها البوادي في بــــــرود
والتي يحسد هداب الضحى خيطها المنسول من حبل وريدي
فعدا استقلال قومي شهرتي وأغاريدي وشعــــــري وخلودي
8- النظرة السمحة إلى الدين:وستبلـــى وطنياتـــــي التي رفلتْ منها البوادي في بــــــرود
والتي يحسد هداب الضحى خيطها المنسول من حبل وريدي
فعدا استقلال قومي شهرتي وأغاريدي وشعــــــري وخلودي
- هاجر هؤلاء الشعراء حاملين معهم وفي قلوبهم ومشاعرهم التعصب الديني والطائفي الذي عانوا من ويلاته في لبنان ، وإذا بهم يجدون بلاداً تقدس الحرية السمحة في المعتقدات ، وتقدس حرية الأديان ، فتسربت إلى قلوبهم هذه النظرة السمحة الواسعة إلى الدين ، فتغنوا بهذه السماحة الدينية
يقول الشاعر :
أصلي لموسى وأعبد عيسى وأتلـــو السلام على أحمد
9- الحيرة والقلق : - كان من نتيجة حياتهم القلقة المضطربة في المهجر أن سيطرت عليهم نزعة الحيرة والقلق والتطلع إلى عالم أفضل
يقول جبران :
هو ذا الفجر فقومي ننصرف عن ديار ما لنا فيها صديق
ب/ التجديد في الفن الشعري
1- المغالاة في التجديد :ب/ التجديد في الفن الشعري
- غالى أدباء الشمال " الرابطة القلمية " في تجديدهم :
• ابتعدوا عن أصول اللغة العربية 0
• وقد أشار إلياس قنصل في كتابه " أصنام الأدب " إلى ركاكة الأسلوب والعثرات اللغوية ، والسقطات العروضية لدى بعض شعراء الرابطة القلمية 0
• ولعل سبب ذلك يرجع إلى بعدهم عن الثقافة العربية الأصيلة وإلى اندفاعهم نحو التجديد مما جعلهم يتساهلون في اللغة0
يقول إيليا في قصيدته المساء :
إن التأمل في الحياة يزيد أوجـــــــــاع الحياة
فدعي الكآبة والأسى واسترجعي مرح الفتاة
فالقافية في المقطوعة " تائية " لكننا نضطر إلى قراءة البيتين كأن قافيتهما تاء مفتوحة كالأبيات التي سبقتهما 0فدعي الكآبة والأسى واسترجعي مرح الفتاة
ويقول جبران :
ما عست يرجو نبات يختلف زهره عن كل ورد وشقيق
فكلمة " شقيق " خطأ لغوي ، والصواب " شقيقة "2- اهتمامهم بالنثر :
- كان أدباء الرابطة القلمية أكثر اهتماما بالنثر من أدباء العصبة الأندلسية الذين أوشك أدبهم أن يقتصر على الشعر ، ومن كتب جبران النثرية " عرائس المروج " ، " الأجنحة المتكسرة " ، وكتاب " الغربال " لميخائيل نعيمة 0
3- ميلهم إلى الرمز :
- وفيه يرمز الشاعر إلى المعنى الذي يريده عن طريق التعبير عن الأشياء الحسية تعبيراً يشير إلى ما يريد دون تصريح به 0
ومن ذلك قصيدة التينة الحمقاء لإي